كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

قال الحافظ: ... قال بن سعد: كان ذلك في المحرم (¬1) سنة تسع.

70 - باب وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة (¬2) بن أثال
4372 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: «بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خيلًا قبِل نجد، فجاءت برجل من بني حنيفة يقال له ثمامة بن أثال، فربطوه بسارية من سواري المسجد (¬3)، فخرج إليه النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ماذا عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي خير. يا محمد إن تقتلني تقتل ذا دم، وإن تنعم تنعم على شاكر، وإن كنت تريد المال فسل منه ما شئت. فتُرك حتى كان الغد ثم قال له: ما عندك يا ثمامة؟ فقال: عندي ما قلت لك. فقال: أطلقوا ثمامة (¬4). فانطلق إلى نخل قريب من المسجد فاغتسل، ثم دخل المسجد فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا رسول الله. يا محمد، والله ما كان على الأرض وجه أبغض إليَّ من وجهك،
¬_________
(¬1) لو صح لكان جائزًا، والجمهور على أنه منسوخ وقيل: بل باقٍ (أي القتال في الأشهر الحرم).
* هل يشرع خفض الصوت عند قبره - صلى الله عليه وسلم -؟ نعم.
(¬2) هذا فيه فضل ثمامة.
(¬3) وفيه جواز ربط الكافر في المسجد للمصلحة، وجواز دخوله المسجد ليشرب ماء، ليحضر ويسمع العلم، وهكذا أنزل وفد ثقيف، فيدخلون المسجد للمصلحة والحاجة والفائدة، ولما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - كلام ثمامة جيدًا مستقرًا ظن به الخير وعفا عنه، فصار العفو في محله.
(¬4) فيه العفو عن أسرى الكفار للمصلحة، وكذا القتل للمصلحة.

الصفحة 319