كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

59 - كتاب بدء الخلق
1 - باب ما جاء في قول الله تعالى:
{وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} [الروم: 27]
3190 - عن عمران بن حصين - رضي الله عنهما - قال: «جاء نفر من بني تميم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا بني تميم أبشروا. فقالوا: بشرتنا فأعطنا. فتغير وجهه. فجاءه أهل اليمن، فقال: يا أهل اليمن اقبلوا البشرى (¬1) إذ لم يقبلها بنو تميم. قالوا: قبلنا. فأخذ النبي - صلى الله عليه وسلم - يحدث بدء الخلق والعرش. فجاء رجل فقال: يا عمران راحلتك تفلتت. ليتني لم أقم» (¬2).
3192 - عن طارق بن شهاب قال: «سمعت عمر - رضي الله عنه - يقول: قام فينا النبي - صلى الله عليه وسلم - مقامًا، فأخبرنا عن بدء الخلق حتى دخل أهل الجنة منازلهم وأهل النار (¬3) منازلهم، حفظ ذلك من حفظه، ونسيه من نسيه».
3193 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قال الله تعالى: يشتمني ابن آدم. وما ينبغي له أن يشتمني ويكذبني وما ينبغي له، أما شتمه فقوله: إن لي ولدًا. وأما تكذيبه فقوله: ليس يعيدني كما بدأني» (¬4).
¬_________
(¬1) الجنة والسعادة والخير في الدنيا لكن استعجلوا.
(¬2) وهذا يبين أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يتعاهدهم بالمواعظ مطولة ومختصرة.
(¬3) علة المؤلف، وذكر كل ما وقع منذ بدء الخلق وما جرى على الأمم والرسل إلى يوم القيامة من الأهوال حتى يدخل أهل الجنة منازلهم، والقرآن فيه هذه القصص
(¬4) فيه دلالة أن وصف الله بما لا يليق به يسمى شتمًا، وإذا أنكر ما أخبر به فهو تكذيب.

الصفحة 41