كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104]».
وأول من يكسي يوم القيامة إبراهيم (¬1). وإن أناسًا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي، أصحابي. فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ -إلى قوله- الْحَكِيمُ} [المائدة: 117، 118].
3350 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة وعلى وجه آزر قترة وغبرة، فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك. فيقول إبراهيم: يا رب إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون، فأي خزي أخزي من أبي الأبعد؟ فيقول الله تعالى: إني حرمت الجنة على الكافرين. ثم يقال: يا إبراهيم ما تحت رجليك، فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ، فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار» (¬2).
3352 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما رأى الصورة في البيت لم يدخل حتى أمر (¬3) بها فمحيت. ورأى إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بأيديهما الأزلام فقال: قاتلهم الله، والله إن (¬4) استقسما بالأزلام قط».
¬_________
(¬1) وهذه منقبة عظيمة لإبراهيم، وهو أفضل الخلق بعد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -.
(¬2) يوم القيامة ليس يوم عمل، ومسخ إلى ذيخ ثم ألقي في النار حتى لا يبقى إلى إبراهيم تعلق به وتزول شفقته به.
(¬3) وإن دعت المصلحة إلى محل به صور دخل.
(¬4) إن نافية يعني ما استقسما.

الصفحة 67