كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

3409 - عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «احتج آدم وموسى، فقال له موسى: أنت آدم الذي أخرجتك خطيئتك من الجنة. فقال له آدم: أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه ثم تلومني على أمر قدر علي قبل أن أخلق؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فحج آدم موسى مرتين» (¬1).
3410 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: «خرج علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - يومًا فقال: عرضت علي الأمم، ورأيت سوادًا كثيرًا سد الأفق، فقيل: هذا موسى في قومه» (¬2).
قال الحافظ: ... عن أبي هريرة عند أحمد والطبري «كان ملك الموت يأتي الناس عيانًا، فأتى موسى فلطمه ففقأ عينه» (¬3).
¬_________
(¬1) يعني خصمه؛ لأنه لامه على أمر ليس من فعله وهو خروجه من الجنة، والجواب الآخر لامه بعد التوبة.
(¬2) هذا يدل على كثرتهم.
(¬3) تراجع، وامرني بمراجعتها.
* ظهور ملك الموت عيانًا لمن كان قبل موسى - صلى الله عليه وسلم -.
قلت: حديث «إن ملك الموت كان يأتي الناس عيانًا فأتى موسى بن عمران فلطمه موسى ففقأ عينه، فعرج ملك الموت فقال: يا رب إن عبدك موسى فعل بي كذا وكذا، ولولا كرامته عليك لشققت عليه، فقال الله: إيت عبدي موسى فخيره بين أن يضع يده على متن ثور فله بكل شعرة وارته كفه سنة، وبين أن يموت الآن، فأتاه فخيره فقال موسى: فما بعد ذلك؟ قال: الموت، قال: فالآن إذًا، فشمه شمه فقبض».

الصفحة 83