كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

فأخبرتاه فقال: أتوني بالسكين أشُقُّه بينهما (¬1). فقالت الصغرى لا تفعل يرحمك الله، هو ابنها، فقضى به للصغرى. قال أبو هريرة: والله إن سمعت بالسكين إلا يومئذ، وما كنا نقول إلا المُدْية».
قال الحافظ: ... {وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا} قال [مجاهد]: شيطانًا (¬2) يقال له آصف.

41 - باب قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ ... } (¬3)
3429 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: «لما نزلت {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} شق ذلك على المسلمين فقالوا: يا رسول الله أيُّنا لا يظلم نفسه؟ قال: ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا ما قال لقمان لابنه وهو يعظه {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}» (¬4).

43 - باب قول الله تعالى: {ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّا}
3430 - عن أنس بن مالك بن صعصعة أن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - حدَّثهم عن ليلة أُسري به، ثم صعد حتى أتى السماء الثانية (¬5)، فاستفتح، قيل من هذا؟ قال:
¬_________
(¬1) ظهر له من رحمتها أنها أمّ، والكبرى لم ترحم.
* في شرع من قبلنا يجوز نساء كثير، أما في شرعنا أربع.
(¬2) ابتلاء وامتحانًا.
(¬3) إيراد البخاري آيات لقمان يدل على اختياره أنه نبي.
(¬4) وهذا يدل على أن الإيمان لا يبطله ولا ينافيه إلا الشرك الأكبر والظلم الأكبر فإذا ابتلي بهذا ذهب إيمانه.
(¬5) يحيي وعيسى في السماء الثانية ورآهما النبي - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج.
* الوحي إلى مريم، وأم موسى إلهام.

الصفحة 90