كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 3)

الحديث يومًا يعني حديث أبي إسحاق هذا، فقال لي إسماعيل: يا فتى فَشُدَّ هذا الحديث بشيء.
وذكر الخلال عن مهنا: سألت أحمد عن حديث أبي إسحاق، عن الأسود، عن عائشة قالت: "كان النبيّ - صلى الله عليه وسلم - ينام جنبًا لا يمسُّ ماء"، قال: ليس صحيحًا (¬1)، قلت: لِمَ؟ قال: لأن شعبة روى عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة: "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أراد أن ينام وهو جنب توضأ وضوءه للصلاه" (¬2) , قلت: مِنْ قِبَلِ مَنْ جاء هذا الاختلاف؟ قال: من قبل أبي إسحاق الحديث، ثم قال (¬3): وسألت أحمد بن صالح عن هذا الحديث، فقال: لا يحل أن يروى هذا الحديث.
قال أبو عبد الله: الحكم يرويه مثل قصة أبي إسحاق ليس عن الأسود: الجنب يأكل، يعني أنه ليس في تلك الرواية كذا عن الأسود، وأن فيها الجنب يأكل.
قال الأثرم (¬4): وقد روى أبو إسحاق عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها: "أنّ النَّبيّ - صلى الله عليه وسلم - كان يجنب ثم ينام قبل أن يمسّ ماء"، فلو لم يخالف أبا إسحاق في هذا إلا إبراهيم وحده، عن الأسود كان أثبت، وأعلم بالأسود، ثم وافق إبراهيمَ عبد (¬5) الرحمن بن الأسود، ثم وافقهما فيما روياه أبو سلمة وعروة عن عائشة رصي الله عنها.
¬__________
(¬1) عبارة أحمد هذه نقلها الحافظ في التلخيص الحبير (1/ 145) وفيه قال أحمد إنه ليس بصحيح.
(¬2) رواه مسلم في صحيحه كتاب الحيض (1/ 248) برقم 305 باب جواز نوم الجنب واستحباب الوضوء له.
(¬3) أي مهنا وقول أحمد بن صالح ذكره الحافظ في التلخيص (1/ 140 - 141).
(¬4) قول الأثرم هذا نقله الحافظ في التلخيص (1/ 141) مقتصرًا على أوله.
(¬5) ورواية عبد الرحمن بن الأسود أخرجها البيهقي في سننه (1/ 202).

الصفحة 26