كتاب النفح الشذي شرح جامع الترمذي ط الصميعي (اسم الجزء: 3)
والاستحاضة: جريان الدم من فرج المرأة في غير أوانه من عرق يقال له: العاذل، بفتح العين المهملة، وكسر الذال المعجمة.
والحيض هو خروج الدم من قعر الرحم، واختار بعضهم في قوله: (وليست الحيضة) كسر الحاء من الحيضة؛ أي: الحالة المألوفة المعتادة.
والحيضة، بفتح الحاء: المسندة من الحيض، يقال: حاضت وتحيضت تحيض حيضًا ومحاضًا ومحيضًا، إذا سأل الدم منها في نوبة معلومة، فإذا استمر قيل: استحيضت، فهي مستحاضة، وكأن هذه الزيادة في البنية، للزيادة في الفعل من باب مَرّ واستقرّ وأعشب الوادي، واعشوشب، إذا أكثر ذلك.
وروينا من طريق مسلم (¬1): ثنا محمَّد بن رمح وقتيبة كلاهما عن الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن ربيعة، عن عراك بن مالك، عن عروة، عن عائشة قالت: إن أم حبيبة سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الدم، قالت عائشة: رأيت مركنها ملآن دمًا، فقال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك، ثم اغتسلي وصلي".
ورويناه من طريق السراج (¬2): ثنا قتيبة، عن الليث. به.
وروينا عنه أيضًا قال: نا الحسن بن عبد العزيز الجروي: ثنا عبد الله بن يوسف: نا بكر بن مضر: نا جعفر بن ربيعة، عن عراك، عن عروة، عن عائشة قالت: إن أم حبيبة بنت جحش التي كانت تحت عبد الرحمن بن عوف شكت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - الدم، فقال لها: "امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي"، قالت: فكانت تغتسل لكل صلاة (¬3).
¬__________
(¬1) في صحيحه كتاب الحيض (1/ 264) باب المستحاضة وغسلها وصلاتها.
(¬2) انظر الإِمام لابن دقيق العيد (3/ 302).
(¬3) وهو في صحيح مسلم كتاب الحيض (1/ 264) برقم (334/ 66).