كتاب مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور (اسم الجزء: 3)

وقال الهيثمي: وروى أحمد - أيضاً - برجال الصحيح، عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه، فجعل عمر
ينظر إلى رأسه مرة، وإلى رجليه أخرى، هل يرى عليه من البؤس
شيئا، ثم قال له عمر رضي الله عنه: كم مالك؟.
قال أربعون من الإبل، قال ابن عباس رضي الله عنهما: قلت: صدق الله ورسوله، لو كان لابن آدم واديان من ذهب، لابتغى الثالث، ولا يملأ جوف ابن آدم التراب، ويتوب الله على من تاب، فقال عمر: ما هذا؟. فقلت: هكذا أقرأنيها أبي، قال: فمر بنا إليه. قال: فجاء إلى أبي فقال: ما يقول هذا؟.
قال أبي: هكذا أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فأثبتها في المصحف؟.
قال: نعم.
قال: ورواه أحمد أيضاً، ورجاله ثقات - والطبراني في الأوسط - عن
ابن عباس أيضاً رضي الله عنهما قال: جاء رجل إلى عمر رضي الله عنه
، فقال: أكلتنا الضبع - قال مسعر: يعني: السنة - قال: فسأله عمر: ممن
أنت؟.
فما زال ينسبه حتى عرفه، فإذا هو موسر. فقال عمر رضي الله عنه:
لو أن لابن آدم وادياً، أو واديين، لابتغى إليهما ثالثاً ولا يملأ جوف ابن آدم
إلا التراب، ثم يتوب الله على من تاب.
قال الهيثمي: ورواه ابن ماجة غير قول عمر: "ثم يتوب الله على من تاب ".

الصفحة 224