كتاب التكملة لوفيات النقلة (اسم الجزء: 3)

#637#
3153 - وفي الثاني من صفر توفي الشيخ الفقيه أبو إسحاق إبراهيم بن أبي محمد بن أبي الفتوح بن علي بن عبد الوهاب الأنصاري الحنفي المعروف بابن حمود، بالقاهرة، ودفن تحت الجبل من يومه، وهو في سن الكهولة.
تفقه على مذهب الإمام أبي حنيفة -رضي الله عنه- على الفقيه الرضي ندى بن عبد الغني الحنفي مدة، وحصل من معرفة المذهب قطعة صالحة، وسمع الحديث من غير واحد، وأجاز له جماعة كبيرة، وأعاد بمدرسة السيوفيين بالقاهرة مدة، وحصل كتبا حسنة، وكان بيننا اجتماع كثير، ونظر في شيء من السنة وعلم الحديث.

3154 - وفي الثالث من صفر توفي القاضي الأجل أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي كامل الوراق المنعوت بالسناء، بمصر، ودفن من الغد بالقرافة، وقد علت سنه.
أجاز له الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد الأصبهاني، وحدث، عنه بها، وكانت له خبرة تامة بالوراقة، وأحكامها.
وكان من ذوي البيوتات المعروفة بمصر بالتقدم، كان جده قاضي القضاة بمصر.

3155 - وفي الرابع من صفر توفي الشيخ الصالح هبة الله أحد رؤساء المؤذنين بالجامع الحاكمي بالقاهرة وقد علت سنه، وأقام يؤذن بالجامع المذكور مدة طويلة.
وكان مذكورا بالخير والعفاف.

3156 - وفي الخامس من صفر توفي الشيخ الأجل شيخ الشيوخ أبو محمد عبد السلام، ويسمى أيضا عبد الله، ابن الشيخ الأجل شيخ الشيوخ أبي حفص عمر ابن الفقيه الأجل أبي الحسن علي ابن الإمام علم الزهاد أبي عبد الله محمد بن حموية بن محمد بن حموية الحمويي الجويني الشافعي المنعوت بالتاج، بدمشق، ودفن من الغد بمقابر الصوفية.
#638#
سمع ببغداد من فخر النساء شهدة بنت أحمد بن الفرج الإبري. وسمع بدمشق من الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هبة الله الدمشقي، والفقيه أبي المعالي مسعود بن محمد بن مسعود النيسابوري المنعوت بالقطب، وأبي عبد الله محمد بن عبد الرحمان الفنجديهي، وأبي الفرج يحيى بن محمود بن سعيد الثقفي، وأبي محمد عبد الرحمان بن علي بن المسلم الخرقي، وأبي طاهر بركات بن إبراهيم بن طاهر الخشوعي، وسمع أيضا من عمه أبي سعد عبد الواحد بن علي بن محمد بن حموية، وجماعة.
وقدم مصر، ودخل المغرب، وأقام بها من سنة ثلاث وتسعين وخمس مئة إلى سنة ست مئة، ولقي بها أبا محمد بن حوط الله وجماعة من فضلائها، وأخذ عنهم، ومنهم من أخذ عنه. وعاد إلى مصر واجتمعت معه عند ضريح الإمام الشافعي -رضي الله عنه- ولم يتفق لي إذ ذاك السماع منه.
وحدث بمصر، واجتمعت معه بعد ذلك بدمشق، وسمعت منه، وسألته عن مولده فقال: في يوم الأحد الرابع عشر من شوال سنة ست وستين وخمس مئة بدمشق.
وهو من بيت العلم والتقدم والصلاح والتصوف، وهو شيخ الشيوخ، وابن شيخ الشيوخ، وأخو شيخ الشيوخ شيخنا صدر الدين أبي الحسن ابن حمويه، وعم شيخ الشيوخ.

الصفحة 637