كتاب التكملة لوفيات النقلة (اسم الجزء: 3)

3161 - وفي ليلة السابع عشر من شهر ربيع الأول توفي الأمير الأجل ألطنبوغا بن عبد الله التركي المنعوت بالشمس، بالقاهرة، ودفن من الغد بالقرافة.
وكان أحد الأمراء المتقدمين، وولي الغربية وغيرها من الولايات. وكان شهما مقداما خبيرا بأمور الولاية، وله فيها أخبار تدل على خبرته وفهمه.

3162 - وفي ليلة التاسع عشر من ربيع الأول توفي الشيخ الفقيه أبو الغيث رحمة بن خضر بن بختيار بن مكي الأشجعي الجيزي الكوفي الشافعي الحاكم، بذات الكوم البلدة المشهورة بجيزة فسطاط مصر، ودفن بها من الغد.
صحب الإمام الشهاب محمدا الطوسي، وتفقه عليه، ولقي جماعة، وولي الحكم بذات الكوم مدة طويلة. وكان محبا لأهل الخير، وله شعر.
وذكر لي أنه سمع من أبي القاسم هبة الله بن علي بن سعود البوصيري.
وحدث بشيء من شعره. سمعت منه، وسألته عن مولده فذكر ما يدل تقديرا على أنه ولد سنة أربع وسبعين وخمس مئة بذات الكوم.
والكوم: بفتح الكاف وسكون الواو وبعدها ميم.

3163 - وفي الثاني والعشرين من شهر ربيع الأول توفي الفقيه الأجل أبو إسحاق إبراهيم بن الشيخ الأجل الصالح أبي التقى صالح بن خلف بن أحمد الجهني الشافعي المنعوت بالجمال، بمدينة البهنسا من صعيد مصر الأدنى، وهو إذ ذاك على قضائها، ودفن من الغد.
#644#
ومولده سنة ست وست مئة.
قرأ القرآن الكريم بالقراءات على الشيخ الفاضل زيادة الضرير. وتفقه على مذهب الإمام الشافعي -رضي الله عنه- على غير واحد من فقهاء البلد والقادمين عليها. وسمع من الشيخ الزاهد أبي عبد الله محمد بن عمر بن يوسف القرطبي وجماعة سواه، وأجاز له غير واحد من الشيوخ.
واشتغل عندنا بشيء من علم الحديث وغيره، واجتهد في تحصيل المعارف، وكتب بخطه كثيرا من الكتب المصنفة في الأصولين والفروع، وتميز في أقرب مدة. وشهد عند قاضي القضاة أبي المكارم محمد ابن عين الدولة، وأعاد بالمدرسة الفاضلية، وولي القضاء بمدينة بلبيس والأعمال الشرقية مدة، وتولى القضاء بمدينة البهنسا، وكتب عنه بها.

الصفحة 643