كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 42
ولما أخبر سبحانه أن الليل يغطي النهار ، دل على أن النهار كذلك بقوله مبيناً لحال الليل ) يطلبه ) أي الليل يجر ويطلب النهار دائماً طلباً ) حثيثاً ) أي سريعاًجداً لنغطية الليل ، وذلك لا يكون مطلوباً إلا بعد وجوده ، وإذا وجد النهار كان مغطياً لليل ، لأنهما ضدان ، وجو احدهما ماح لوجود الآخر ، وابتدأ سبحانه بذكر الليل لأن إغشاءه أول كائن بعد تكمل الخلق ، وحركتهما بواسطة حركة العرش ، ولذاربطهما به ، وهي أشد الحركات سرعة وأكملهاشدة ، وللشمس نوعان من الحركة : أحدهما بحسب ذاتها تتم بقطع في اليوم بليلته ، والليل والهنار إنما يحصلان بسبب حركة السماء الأقصى الذي يقال له العرش لا بسبب حركة النيرين ، واجاز ابن جني ان يكون ) يطلبه ( حالاً من النهار في قراءة الجاعة وإن كان مفعولاً ، أي حال كون النهار يطلب الليل حثيثاً ليغطيه وان يكون حالاً من النهار في قراءة حميد ، فإن كلاً منهما يكون غاشياً للىخر قال في كتابه المحتسب في قراءات الشواذ : ووجه صحة القراءتبن والتقاء معنييهما أن الليل والنهار يتعاقبان ، وكل واحد منهما وإن أزال صاحبه فإ ؟ ن صاحبه ايضاً مزيل له ، وكل واحد منهما على هذا فاعل وإن كان مفعولاً ومفعول وإن كان فاعلاً ، على الظاهر في الاستحثاث هنا إنما هو النهار لأنه بسفورة وشروقه أظهر أثراً في الاستحثاث من الليل ولما ذكر الملوين ، اتبعها آية كل فقال : ( والشمس والقمر والنجوم ) أي خلقها أو يغشى كل قبيل منهما ما الآخر آتية خال كون الكل ) مسخرات ( اي للسير وغيره ) بأمره ( وهو إرداته وكلامه تقودها الملائكة كما روي ان لله ملائكة يجرون الشمس والقمر ولما صح أن جميع ما نراه من الذوات خلقه ، وما نعلمه من المعاني أمره ، أنتج قطعاً قوله ) ألاله ) أي وحده ، وقدم المسبب على السبب ترقية - كما هو مقتضى الحكم - من المحسوس إلى المعقول فقال : ( الخلق ( وهو مقتضى الحكم - من المحسوس إلى المعقول فقال : ( الخلق ( وهو ما كان من الإيجاد يتسبيب وتنمية وتطوير قال الرازي فكل ما كان جسماً أو جسمانياً كان مخصوصاً بمقدار معين فكان من عالم الخلق ، فعالم الخلق بتسخيره ، وعالم الأمر بتدبيره ، واستيلاء الروحانية على الجسيمات بتقديره ) الأمر ( وهو ما كان من ذلك إخراجاً من العدم من غير تسبب كالروح ، وما كان حفظاَ وتدبيراً بالكلام كالأديان وكل ما يلاحظ القيومية ؛ وقال الرازي : كل ما كان بريئاً من الحجم والمقدار كان من عالم الأمر ، وعد الملائكة من عالم المر فأتنج ذلك قطعاً قوله على سبيل المدح الذي ينقطع دونه الأعناق ويتقاصر دون عليائه ذري ىلافاق ) تبارك ) أي ثبت ثبوتاً لا ثبوت في الحقيقة

الصفحة 42