كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 459
يونس : ( 61 - 63 ) وما تكون في. .. . .
) وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُواْ مِنْهُ مِن قُرْآنٍ وَلاَ تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلاَّ كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُوداً إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَن رَّبِّكَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَآءِ وَلاَ أَصْغَرَ مِن ذلِكَ وَلا أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ أَلا إِنَّ أَوْلِيَآءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ( ( )
ولما وصف القرآن بماوصفه به من الشفاء وما معه بعد إقامة الدليل على إعجازه ، وأشار إلى أن ماتدينوا به في غاية الخبط وأنه مع كونه كذباً يقدر كل واحد على تغييره بأحسن منه لكونه غير مبني على الحكمة ، وختم ذلك بتهديدهم على افتراء الكذب في شرع ما لم يأذن به مع اعائهم أن القرآن مفترى وهم عاجزون عن معارضته ، وبأنهم لم يشركوه على نعمه التي أجلّها تخصيصهم بهذا بهذا الذكر الحكيم والشرع القويم ، وكان قد أكثر في ذلك كله من الأمر له ( صلى الله عليه وسلم ) بمحاجتهم ) قل لا أملك لنفسي ( ، ) قل أرأيتم إن أتاكم عذابه ( ، ) قل إي وربي إنه لحق ( ، ) قل بفضل الله ( - الآية ، ) قل أرأيتم ما أنزل الله لكم ( ، ) قل الله أذن لكم ( ، قال تعالى ناظراً إلى قوله : ( وما كان هذا القرآن أن يفترى ( الآية ، تسلية له ( صلى الله عليه وسلم ) وتقويه لهمته وزيادة في تهديدهم عطفاً على ما تقديره : فقد أنزلت إليهم على لسانك ما هو أشرف لهم ونعمة عليهم وهو في غاية البعد عن مطلق الكذب فإن كل شيء منه في أحكم مواضعه وأحسنها لا يتطرق إليه الباطل بوجه وهم يقابلون نعمته بالكفر : ( وما تكون ( أنت ) في شأن ) أي أيّ شأن كان ) وما تتلوا منه ) أي من القرآن المحدث عنه في جميع هذه السورة ، الذي تقدم أنهم طائعكم وعاصيكم ، وأغرق في النفي فقال : ( من عمل ( صغير أو كبير ) إلا كنا ) أي بما لنا من العظمة ) عليكم شهوداً ) أي عاملين بإحاطة علمنا ووكالة جنودنا عمل الشاهد ) إذ تفيضون فيه ( الآية إيذاناً بأنك بعيني في جميع هذه المراجعات وغيرها من شؤونك وأنا العلم بتدبيرك والقادر على نثرتك ، وهي كلها من كتابي الذي تتضاءل القوى دونه وتقف الأفكار عن مجاراته لأنه حكيم لكونه من عندي فجل عن مطلق المعارضة لفظاً أو معنى فضلاً عن التغيير فضلاً عن الإتيان بما هو مثله فكيف بما هو أحسن منه ، لا ستقامة أمره وتناسب أحكامه كونها شفاء وهدى ورحمة ، وما كان كذلك فهو من عندي قطعاً وبإذني جزماً لأني عالم بالإفاضة فيه والانفصال عنه وجميع الأمور الواقعة منك ومنهم ومن غيرهم .
ولما كان رما ظن ظان من إفهام ) كنا ( و ) شهوداً ( للجنود أنه سبحانه محتاج إليهم ، نفى ذلك بقوله : ( وما ) أي والحال أنه ما ) يعزب ) أي يغب ويخفى ) عن