كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 464
يونس : ( 68 - 73 ) قالوا اتخذ الله. .. . .
) قَالُواْ اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَات وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَآ أَتقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُمْ مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُواْ أَمْرَكُمْ وَشُرَكَآءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُمْ مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الْفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلاَئِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ ( ( )
ولما لم يكن شبهة على ادعاء الولد لله سبحانه ولا لهم اطلاع عليه بوجه ، ساق قوله : ( قالوا اتخذ ( اي تكلف الأخذ بالتسبب على ما نعهد ) الله ) أي المسمى بهذا الاسم الذي يقتضي تسميته به أن يكون له الكمال كله ، فلا يكون محتاجاً إلى شيء بوجه ) ولداً ( مساق البيان لقوله ) إن يتبعون إلاّ الظن ( وهذا صالح لأن يكون نعجيباً ممن ادعى في الملائكة أو عزيز أوا لمسيح وغيرهم .
ولما عجب منهم في ذلك لمنافاته بما يدل عليه من النقص لما ثبت لله تعالى من الكمال كما مرّ ، نزه نفسه الشرية عنه فقال : ( سبحانه ( اي تنزه عن كل شائبة نقص التنزه كله ؛ ثم علل تنزهه عنه وبينه بقوله : ( هو ( اي وحده ) الغني ) أي عن الولد وغيره لأنه فرد منزه عن الإبعاض والأجزاء والمجانسة ؛ ثم بين غناه بقوله : ( له ما في السماوات ( ولما كان سياق الاستدلال يقتضي التأكيد ، أعاد ( ما ) فقال : ( وما في لأرض ( من صامت وناطق ، فهو غني بالملك ذلك عن أن يكون شيء منه ولداً له لأن الولد لايملك ، وعدم ملكه نقص مناف للغنى ، ولعله عبر ب ( ما ) لأن الغني محط نظره الصامت مع شمولها للناطق .
ولما بين بالبرهان القاطع والدليل الباهر امتناع أن يكون له ولد ، بكتهم بنفي أن يكون لهم بذلك نوع حجة فقال : ( إن ) أي ما ) عندكم ( وأغرق في النفي فقال : ( من سلطان ) أي حجة ) بهذا ) أي الاتخاذ ، وسميت الحجة سلطاناً لاعتلاء يد المتمسك بها ؛ ثم زادهم بها تبكيتاً بالإنكار علهيم بقوله : ( أتقولون ) أي على سبيل التكرير ) على الله ) أي الملك الأعظم على سبيل الاستعلاء ) ما لا تعلمون ( لأن ما لا