كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 471
لأنه لا ثبات له أصلاً ، عدلوا عن جوابه إلى الإخبار يما يتضمن أنهم لا يقرون بحقيته لأنه يلزم عن ذلك ترك ما هم عليه من العلو وهم لا يتركونه ، وأوهموا الضعفاء أن مراده عليه السلام الاستكبار معللين لاستكبارهم عن اتباعه بما دل على أنهم لا مانع أنهم منه إلا الكبر ، فقال تعالى حكاية عنهم : ( قالوا ( اي منكرين عليه معللين بأمرين : التقليد ، والحرص على الرئاسة .
ولما كان هو الأصل في الرسالة .
وكان أخوه له تبعاً ، وحدوا الضمير فقالوا : ( أجئنا ( اي أنت يا موسى ) لتلفتنا ) أي لتقتلنا وتصرفنا ) عما وجدنا عليه ( وقالوا مستندين إلى التقليد غير مستحيين من نترك الدليل ) آباءنا ( من عبادة الأصنام والقول بالطبيعة لنقل نحن بذلك ) ويكون لكما ( اي لك أنت ولأخيك دوننا ) الكبرياء ) أي بالملك ) في الأرض ) أي ارض مصر التي هي - لما فيها من المنافع - كأنها الأرض كلها ) وما ) أي وقالوا أيضاً : ما ) نحن لكما ( وبالغوا في النفي وغلب عليهم الدهش فعبروا بما دل على أنهم غلبهم الأمر فعرفوا أنه صدق ولم يذعنوا فقالوا : ( بمؤمنين ( اي عريقين في الإيمان ، فهو عطف على ) أجئتنا ) أي قالوا ذاك وقالوا هذا ، أو يكون عطفاً على نحو : فما نحن بموصليك إلى هذا الغرض ، افردوه أولاً بالإنكار عليه في المجيء ليضعف ويكف أخوه عن مساعدته ، واشركوه معه ثانياً تأكيداً لذلك الغرض وقطعاً لطمعه ؛ والبعث : الإطلاق في أمر يمضي فيه ، وهو خلاف الإطلاق من عقال ؛ والملأ : الجماعة الذين هم وجوه القبيلة ، لأن هيبتهم تملأ الصدور عند منظرهم ؛ والاستكبار : طلب الكب من غير استحقاق ؛ والمجرم من اكتسب سيئة كبيرة ، من جرم التمر - إذا قطعه ، فالجرم يوجب به البيان في خفاء السبب ؛ والحق : ما يجب الحمد عليه ويشتد دعاء الحكمة إليه ويعظم النفع به والضرر بتركه ؛ والكبياء : استحقاق صفة الكبر في أعلى المراتب ، وهي صفة مدح لله وذم للعباد لأنها منافية لصفة العبودية .
يونس : ( 79 - 83 ) وقال فرعون ائتوني. .. . .
) وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ فَلَمَّا جَآءَ السَّحَرَةُ قَالَ لَهُمْ مُّوسَى أَلْقُواْ مَآ أَنتُمْ مُّلْقُونَ فَلَمَّآ أَلْقُواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُمْ بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ وَيُحِقُّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ فَمَآ آمَنَ لِمُوسَى إِلاَّ ذُرِّيَّةٌ مِّن قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِّن فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَن يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ ( ( )
ولما لبسوا بوصفه بما هم به متصفون ، أرادوا الزيادة في التلبيس بما يوهم أن ما

الصفحة 471