كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 473
بسبب ما فعل ، ليعلم أن الآيات ليست سبباً إلا لمن أردنا ذلك منه ؛ وبين أن الصغار أسرع إلى القبول بقوله : ( إلا ذرية ) أي شبانهم هم أهل لأن تذر فيهم البركة ) من قومه ( اي قوم موسى الذين لهم القدرة على القيام في المحاولة لما يريدونه ، والظاهر أنهم كانوا أيتاماً وأكثرهم - كما قاله مجاهد ) على خوف ) أي عظيم ) من فرعون وملائهم ( اي أشراف قوم الذرية ؛ ولما كان إنكار الملأ إنما هو بسبب فرعون ان يسلبهم رئاستهم ، انحصر الخوف فيه فأشار إلى ذلك بوحدة الضمير فقال : ( أن يفتنهم ( وأتبعه ما يوضح عذرهم بقوله مؤكداً تنزيلاً لقريش منزلة من يكذب بعلو فرعون لتكذيبهم لأن ينصر عليهم الضعفاء من أصحاب النبي ( صلى الله عليه وسلم ) لعلوهم : ( وإن فرعون لعال ) أي غالب قاهر متمكن بما فتناه به من طاعة الناس له ) في الأرض ( اي ارض مصر التي هي بكثرة ما فيها من المرافق كأنها جميع الأرض ) وإنه لمن المسرفين ) أي العريقين في مجاوزة الحدود بظاهره وباطنه ، وإذا ضممت هذه الآية إلى قوله تعالى : ( ) وإن المسرفين هم أصحاب النار ( ) [ غافر : 43 ] كان قياساً بديهياً منتجاً إنتاجاً صريحاً قطعياً أن فرعون من أصحاب النار ، تكذبياً لأهل الوحدة في قولهم : إنه آمن ، ليهونوا المعاصي عند الناس فيحلوا بذلك عقائد أهل الدين .
يونس : ( 84 - 87 ) وقال موسى يا. .. . .
) وَقَالَ مُوسَى يقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ فَقَالُواْ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ وَأَوْحَيْنَآ إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ( ( )
ولما ذكر خوفهم وعذرهم ، اتبعه ما يوجب طمأنينتهم ، وهوا لتوكل على الله الذي من راقبه تلاشى عنهد كل عظيم ، فقال : ( وقال موسى ( اي لمن آمن به موطناً لهم على أن الجنة لا تنال إلا بمشقة عظيمة ( يبتلي الناس على قدر إيمانهم ) ) يا قوم ( فاستعطفهم بالتذكير بالقرب وهوزهم إلى المعالي به فيهم من القوة ثم هيجهم وألهبهم على الثبات بقوله : ( إن كنتم ) أي كوناً هو في ثباته كالخلق الذي لا يزول ) آمنتم بالله ( وثبتهم بذكر الاسم الأعظم وما دل عليه من الصفات ، واجاب الشرط بقوله : ( فعليه (