كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 483
امضيا انظرا الأرض كلها مع أريحا ، فمضيا ودخلا إلى بيت امرأة سواقة اسمها راحاب واضطجها ثمَّ ، فقيل لملك أريحا : هو ذا أناس من بني إسرائيل قد جاؤوا إلى هنا الليلة لجس البلد .
فأرسل ملك أريحا إلى راحب قائلاً : أخرجي القوم الجائين إليك الذين دخلوا دارك .
فإنهم لجس جميع البلد جاؤوا .
فأخذت المرأة الرجلين فأخفت أمرهما وقالت : كذاك كان القوم جاؤوا إليّ ولم اعلم من اين هم ؟ وكان عند إغلاق الباب في الظلام .
ثم خرج القوم ولم أعلم اين مضوا ؟ اطلبوهم بسرعة فإنكم تلحقونهم ؛ ثم أصعدتهما غلى السطح وظهرتهما في فش الكتان .
والقوم طلبوهما في طريق الأردن إلى المعابر - وفي نسخة : إلى المخاضات - ولباب أغلقوا بعد ما خرج الطالبون خلفهما .
وهما قبل ان يناما صعدت إليهما راحاب إلى السطح فقالت لهما : قد علمت أن الله سلم إليكم البلد ، وأنه أيبس لكم بحر القلزوم عقب خروجكم من مصر وما علمتم بملكي الأمورانيين الذي في مجاز الأردن : سيحون وعوج اللذين اصطلمتموهما ، فعند ما سمعنا ذابت قلوبنا ولم يثبت أيضاً روح في واحد منا من جهتكم ، فإن الله ربكم هو إله من في السموات من فوق ومن على الأرض من تحت ، والآن فاحلفوا باسم الله إذ قد عملت معكما فضلاَ ، فتعملاً ايضاً أنتما مع أهل أبي فضلاَ ، وتعطياني علامة هي حق .
لتستبقوا أب وأمي وإخوتي وجميع من التصق بهمن وتخلصوا نفسنا من القتل .
فقالاً لها : نبذل أنفسنا دونكم للموت إن لم تخبروا بخبرنا هذا .
فيكون عند التسليم الله النا البلد نعمل معك فضلاً وزأمانة فأحدرتهما بالحبل من داخل الطاقة إذ منزلها في حائط السور .
وفي السورة هي ساكنة .
وقالت لهما : سيرا غلى الجبل كيلا يلقاكما الطالبون ، وبعد ذلك سيرا : لطريقكما ، فقالا لها : أبرياء نحن من قسمك هذا الذي استقسمتنا إن لم تفعلي ما نقول لك ، هو ذا نحن داخلون إلى البلد فاعقدي خلصة خيط من القرمز في الطاقة التي أخبرتنا منها .
وابوك وأمك وإخوتك وكل بيت أبيك تضمين غليك المنزل ، فيكون كل من يخرج من ابواب منزلك إلى خارج دمه في عنقه ونحن ابرياء ، وكل من يكون معك في المنزل دمه في أعناقنا إن بطشت به يد .
وإن أخبرت بخبرنا هذا فنحن أبرياء من قسمك الذي اشتقسمتنا ، فقالت : كما قلتما ، فأطلقتهما ومضيا ، وعقدت خصلةالقرمز في الطاقة ، فمضيا إلى الجبل وجلسا ثم ثلاثة ايام إلى ان رجع الطالبون ولم يجدوهما .
ورجع الرسولان وانحدرا من الجبل وجازا الأردن وجاءا إلى يوشع بن نون وقصا له كل ما وافاهما وفقلال ليوشع : إن الله دفع بأيدينا كل الأرض ، وقد ماج جميع

الصفحة 483