كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)
صفحة رقم 485
رجل حجره على عاتقه ، فاخذوها إلى موضع مبيتهم ونصبوها هناك ، فمكثت الحجارة - التي أخذوها من الأردن من تحت أقدام الكهنة الذين حملوا التابوت - موضوعة هناك إلى اليوم ؛ والكهنة الذين حملوا التابوت كانوا قياماً حتى تمت جميع أقوال ألتي امر بها الرب يشوع ان يقص على الشعب كما أوصى موسى يشوع ، وعجل الشعب على المجاز وجازوا ، فما جاز جميع الشعب وجاز الكهنة الذين كانوا حاملين التابوت أمام الشعب ودجاز بنو روبال وبنو جاد ونصف سبط منسا ، وهم متسلخون امام إخوتهم - كما أمر موسى - أربعون ألفاً دوو قوة ، جازوا أمام الرب إلى قاع اريحا للمحاربة .
في ذلك اليوم عظم يشوع عند جميع بني إسرائيل وفرقوه كفرقهم من موسى طول ايام حياته ، وقال الرب ليشوع : مر الكهنة الذين حملوا تابوت الشهادة يصعدوا من الأردن ، فأمرهم ، فلما صعدوا رجع ماء الأردن إلى مواضعه أول ما استقرت اقدام الكهنة في الشط وجرى في سواحل الأردن كما كان أولاً ، فصعدوا من الأردن في عشر خلت من الشهر الأول - قلت : وهو نيسان على ما قال بعض فضلاء اليهود - ونزلوا الجلجال اقصى مشارق أريحا ، فأما الاثنا عشر حجراً التي أخذوها من الأردن فنصبها يشوع في الجلجال ، وقال يشوع لبني إسرائيل : إذا سألكم بنوكم غداً وقالوا لكم : ما هذهاالحجارة ؟ قولوا لهم : إن بني إسرائيل فلق له هذا الأردن فجازوه يابساً ، لأن الله ربكم يبَّس ما الأردن أمامهم حتى جازوه كما فعل الله ربكم ببحر سوف الذي سيبسه امان منا حتى جزناه ليعلم جميع شعوب الأرض أن يد الرب قوية ، وتتقوا الله ربكم كل الأيام .
فلما شمع جميع ملوك الأمورانيين الذين في جانب الأردن الغربي وجميع ملوك الكنعانيين الذين على شاطىء البحر يبس ماء الأردن أمام بني إسرائيل حتى جازوا ، فزعت قلوبهم ولم يبق فيهم رمق فزعاً من بني إسرائيل وفي ذلك الزمان قال الرب ليشوع : تخذ سيفاً من طوران واختن بني غسرائيل ثانيى ، فختن بني إسرائيل ثانية في أكمة الغلف ، والذي ختن يشوع جميع الذكروة الذين كاتنوا ولدوا في البرية حين خرجوا من ارض مصر ، لأن جميع الرجال الأبطال المقاتلة هلكوا في البرية لأنهم لم يطيعوا الله ربهم وكانوا كلهم مختتنين ، فأقسم الرب عليهم أن لا يريهم الأرض التي وعد آباءهم أن يعطيهموها الأرض التي تغل السمن والعسل ، فبنوهم الذين كانوا من بعدهم هم الذين ختن يشوع لأنهم كانوا غلفاً .
فلما ختن جميع الشعب مكثوا مواضعهم في المعسكر حتى برئوا ، وقال الرب ليشوع : اليوم صرفت عنكم عار أهل مصر ، ودعا اسم ذلك الموضع جلجالاً ، ونزل بنو إسرائيل الجلجال وعلموا فصحاً في أربعة عشر يوماً من الشهر الأول عند المساء في قاع اريحا وأكلوا من بر الأرض بعد الفصح وأكلوا