كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 486
في ذلك اليوم فطيراً وسنبلاً مقلواَ .
وارتفع المن عن بني إسرائيل منذ ذلك اليوم حيث أكلوا من بر الأرض ولم ينزل المن لبني غسرائيل بعد ذلك اليوم وأكلوا من بر الأرض وغلات أرض كنعان في تلك السنة .
وبينا كان يشوع في قاع اريحا قائماً إذ نظر رجلاَ قائماً إزاءه مخترطاً سيفه ممسكه بيده ، فاقبل يشوع إليه وقال له : أنت منا أم من أعدائنا ؟ قال : أنا سيد أجناد الرب ، الآن أتيتك ، فخر يشوع ساجداً على وجهه على الأرض وقال : ما الذي يقول السيد لعبده ؟ قال : اخلع خفيك عن قدميك ، فإن الموضع الذي أنت قائم فيه طاهر ، ففعل يشوع ذلك ؛ وكان بنو إسرائيل قد حاصروا أريحا ، ولم يكن يقدر أحد من أهلها يدخل ولا يخرج ، قال ارب ليشوع : انظر إني قد دفعت في يدك أريحا وملكها وكل أجنادها ، فليحط بالمدينة جميع رجال المقاتلة ، وذوروا حول المدينة مرة في اليوم ، وافعلوا ذلك ستة ايام ، ويحمل سبعة من الكهنة سبعة أبواق ويهتفون امام التابوت ، حتى إذا كان اليوم السابع دوروا حول المدينة سبع مرات ويهتف الكهنة بالقرون ، فإذا هتفت الأبواق وسمعتهم اصواتها يهتف جميع الشعب باعلى اصواتهم صوتاً شديداً ، فيقع سور المدينة مكانه ، ويصعد الشعب كل إنسان حياله ، فدعا يشوع الكهنة وقال لهم : احملوا تابوت الرب ، فحمل سبعة من الكهنة سبعة قرون وهتفوا أمام تابوت الرب فلم يزالوا ينفخون في القرون ، والذين كانوا يحملون التابوت يتبعون أصحاب الأبواق والمتسلخون يسيرون أمام الكهنة الذي يهتفون بالقون ويسيرون أمام التابوت .
وقال يشوع للشعب : لا تهتفوا ، ولا تسمعةوا أصواتكم ، ولا تخرج كلمة من أفواهكم إلى اليوم الذي ىمركم أن تهتفوا .
فدارت الجماعة بالتابوت كل يوم مرة كما امرهم يشوع ، فلما كان اليوم السابع أدلجوا سحراً وأحاطوا بالمدينة كسنتهم ولكن في ذلك اليوم السابع داروا حولها سبع مرات ، وفي المرة السابعة هتف الكهنة بالقرون وقال يشوع للشعب : اهتفوا لأن الرب قد دفع المدينة في أيديكم ، ولكن صيروا هذه المدينة وكل ما فيها حريمة للرب ، لا يمسه إنسان منكم ، وأبقوا غلى راحاب الزانية - يعني القندقانية كما أخبرني بعض فضلائهمن ويؤيده التعبير عنها فيما مضى بالسواقة والله أعلم - وعلى كل من معها في بيتها لأنها غيبت الدسيسين اللذين ارسلنا ، فأما أنتم فاحتفظوا من الحرام ، ولا تنجسوا أنفسكم بأكل الحرام ، فتصيروا عسكر بني إسرائيل حراماً ، فنغخوا في القرون فلما سمع الشعب صوت الأبواق ضجوا كلها واحدة شديدة جداً ، فوقع سور المدينة فصعد الشعب إلى المدينة كل إنسان حياله ، فافتتحوها وقتلوا كل من فيها

الصفحة 486