كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 578
أحصن لهم ، وأجل - بفتحتين ثم سكون : جواب كنعم وزناً ومعنى إلا أنه احسن منه في التصديق ، ونعم منه في الاستفهام ، وحقيقة ذلك الإخبار بأن أجل - اي وقت - ذلك الفعل الموجب أو المستفهم عنه قد حضر ، وفعلت ذلك من أجلك - من غير ( من ) - ومن أجلك ، ومن أجلاك ومن أجلالك ويكسر في اكل ، أي من جللك - قاله في القاموس ، وقال في فصل الجيم : وفعلته من جلك - بالضم - وجلالك وجللك - محركة - وتجلتك وإجلالك - بالكسر ، ومن أجل إجلالك ومن أجلك بمعنى - انتهى .
وحقيقة أن فعلي مبتدىء من أجلك - بالتحريك ، أو تكون ( من ) سببية ، اي أجلك سبب فيه ، ولولا وجودك ما فعلته فهو لتعظيمك ؛ والملجأ واللجأ - محركة : المعقل والملاذ ، كأنه شبه بالأجل ، ومنه لجأ إليه - كمنع وفرح : لاذ ، وألجأ أمره إلى الله : اسنده ، وألجأ فلاناً غلى كذا : اضطره ، والتلجئة : الإكراه ، واللجأ - محركاً : الضفدع ، لالتجائها إلى الماء ؛ ومن ذلك الجيأل - كصقيل ، وجيأل وجيالة ممنوعين ، وجيل بلا همز كله اسم الضبع لكثرة لجائها غلى وجارها ، ومنه جئل - كفرح - جألاناً : عرج ، كأنه تشبيه بمشيتها ، لأن من أسمائها العرجاء ، أو تشبيه بمشية الراقي في درج الملجأ ، أي الحصن ، وكذا الأجل - كقنب وقبر - وهو ذكر الأوعال ، لأن قرونه كالحصن له ، وجيالأة الجرح : غثيثه ، وهو مرية ، لأنه من أسباب قرب الأجل ، وكذا الاجئلال - أي الفزع - ربما كان سبباً لذلك ، وربما كان سبباً للمبادرة إلى الحصن ، وجأل - كمنع : ذهب وجاء ، والصوف : جمعه واجتمع - لازم متعد ، كله من لوازم الأجل بمعنى المدة ، وجلأ بالرجل - كمنع : صرعته ، وبثوبه : رماه ، كأنه جعله في قوة من حضر أجله ، وإن شئت قلت في ضبط ذلك : إنالمادة - مع دورانها على المدة - تارة تنظر إلى نفس المدة ، وتارة إلى آخرها ، وتارة إلى امتدادها وتأخرها ، وتارة إلى ما يدني منه ، وتارة إلى منفعتها ، وتارة إلى ما يلزم فيها ، فمن النظر إلى نفس المدة : التأجيل بمعنى تحديد الأجل ، وهو مدة الشيء ، وفعلت هذا من أجلك ، اي لو لا وجودك ما فعلته ، وأجل بمعنى نعم ، أي حضرت مدة الفعل ، ومن النظر إلى الآخر : دنا الأجل - في ا لموت والدّين ، ومن النظر إلى التأخر : أجل الشيء - إذا تأخر ، والآجلة : الآخرة ، ومن النظر إلى السبب المدني : الأجل - بالكسر - لوجع في العنق ، وجيألة الجرح - لغثيثه اي مريه ، وجلأ بالرجل : صرعه وبثوبه : رماه ، وأجل الشر عليهم : جناه ، أو اثاره وهيجه ، والاجئلال : الفزع ، ومن النظر إلى المنفعة وهي أن التأجيل الذي هو تحديد الأجل للشيء مانع من أخذه دون ما ضرب له من المدة : الاجل - بالكسر - للقطيع من بقر الوحش ، وأجل الشيء : حبسه ومنعه ، وأجلى كجمزي : مرعي لهم معروف ، وتأجل القوم : تجمعوا ، وجأل الصوف

الصفحة 578