كتاب نظم الدرر فى تناسب الآيات والسور - العلمية (اسم الجزء: 3)

صفحة رقم 593
إلى حيث ابتدأ منه ) الأمر كله ( في الحال على لبس وخفاء ، وفي المال على ظهور واتضاح وجلاء فهو شامل القدرة كما هو شامل العلم ، فلا بد من أن يرجع إليه أمرك وأم رأعدائك ، أي يعمل فيه عمل من يرجع إليه الأمر فيجازي المحسن بإحسانه والمسئ بإساته ، ولذلك سبب عن إسناد الأمور كلها إليه قوله : ( فاعبده ) أي وحده عبادة لا شوب فيها ) وتوكل ( معتمدا في أمورك كلها ) عليه ( فإنه القوي المتين ، وفي تقديم الأمر بعبادة على التوكل تنبيه على أنه إنما ينفع العابد .
ولما كانت العادة الجارية بأن العالم قد يعفل ، نزه عن ذلك سبحانه وتعالى نفسه مرغبا مرهبا : ( وما ربك ) أي المحسن إليك بما يعلمه بإحاطة علمه إحسانا ، وأغرق في النفي فقال : لآآ بغافل عما تعملون ( ولا تهديد أبلغ من العلم ، وهذا بعينه مضمون قوله تعالى ) كتب أحكمت آياته ثن فصلت من لدن حكيم خبير الا تعبدوا إلا الله إنني لكم منه نذير وبشير ) [ هو 1 - 2 ] .
.. . .

الصفحة 593