كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب (اسم الجزء: 3)

لقليل ما في يد غيره، حتّى طلب الفضل، بذهاب الأصل، فركب مفاوز البرارى، ولجج البحار، معرّضا نفسه للمات، وماله للآفات، ناظرا إلى من سلم، غير معتبر بمن عدم.
قال يزيد بن الحكم الثّقفىّ.
رأيت السّخىّ النفس، يأتيه رزقه ... هنيئا، ولا يعطى على الحرص جامع
وكلّ حريص لن يجاوز رزقه ... وكم من موفّى رزقه وهو وادع
وقالوا: مصارع الألباب تحت ظلال الطمع. ويقال
الحرّ عبد ما طمع ... والعبد حرّ ما قنع
وقالوا: أخرج الطمع من قلبك، تحلّ القيد من رجلك. وقال عمرو بن مالك الحارثىّ
الحرص للنفس فقر والقنوع غنى ... والقوت إن قنعت بالقوت يجزيها
والنفس لو أن ما في الأرض حيز لها ... ما كان إن هى لم تقنع بكافيها
وقال ابن هرمة
وفي اليأس عن بعض المطامع راحة ... ويا ربّ خسر أدركته المطامع
وقال هرمة بن خشرم
وبعض رجاء المرء ما ليس نائلا ... عناء وبعض اليأس أعفى وأروح
وقال مكنف بن معاوية التيمىّ
ترى المرء يأمل ما لا يرى ... ومن دون ذلك ريب الأجل
وكم آيس قد أتاه الرّجاء ... وذى طمع قد لواه الأمل
وقال آخر
طمعت فيما وعدتك المنى ... وليس فيما وعدت مطمع

الصفحة 377