كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 3)
يَرجِعُ إِلَيكَ شَيئًا. قَالَ: (ذَاكَ جِبرِيلُ عَرَضَ لِي فِي جَانِبِ الحَرَّةِ، فَقَالَ: بَشِّر أُمَّتَكَ أَنَّهُ مَن مَاتَ لا يُشرِكُ بِاللهِ شَيئًا دَخَلَ الجَنَّةَ، فَقُلتُ: يَا جِبرِيلُ! وَإِن سَرَقَ وَإِن زَنَى؟ قَالَ: نَعَم، قَالَ: قُلتُ: وَإِن سَرَقَ وَإِن زَنَى؟ قَالَ: نَعَم. قَالَ: قُلتُ: وَإِن سَرَقَ وَإِن زَنَى؟ قَالَ: نَعَم. وَإِن شَرِبَ الخَمرَ).
رواه أحمد (6/ 395)، والبخاري (2388)، ومسلم (94/ 32)، والترمذي (2644)، والنسائي (1120) عمل اليوم والليلة.
[860] وَعَن أَبِي هُرَيرَةَ، عَن رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: (إِنَ اللهَ قَالَ لِي: أَنفِق أُنفِق عَلَيكَ).
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (يَمِينُ اللهِ مَلأَى لا يَغِيضُهَا،
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقوله: (يمين الله ملأى)؛ كذا صحت الرواية، وهي الصواب. ومن رواها ملآن فقد أخطأ، فإن اليمين اسم اليد، واليد مؤنثة. ونسبة اليمين إلى الله تعالى نسبة مجازية توسعية، عُبِّر بها عن كثرة العطاء، والقدرة عليه، [وحمل على هذه الاستعارة عادة التخاطب وحصول التفاهم] (¬1)، ومنه قوله تعالى: {لأَخَذنَا مِنهُ بِاليَمِينِ} واليد: عبارة عن القدرة، وتسميتها باليمين: على ما تعارفناه فيما بيننا من أن القوة والبطش والتصرف إنما هو باليمين؛ ولأنه مشتق من اليمن والبركة.
وكذلك قال في حديث آخر: (وكلتا يديه يمين) (¬2)؛ نافيًا لتوّهم النقص والقصور في حقه تعالى.
وكذلك كل ما أطلق على الله تعالى؛ مما يدل على الجوارح والأعضاء؛ كالأعين والأيدي والجنب والأصبع، وغير ذلك مما يلزم من ظاهره التجسيم، الذي تدل العقول بأوائلها على استحالته، فهي كلها
¬__________
(¬1) ساقط من (ع).
(¬2) رواه مسلم (1827).