كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 3)

(11) باب لا يقبل الله الصدقة إلا من الكسب الطيب
[881] عَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: (مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِن طَيِّبٍ وَلا يَقبَلُ اللهُ إِلا الطَّيِّبَ إِلا أَخَذَهَا الرَّحمَنُ بِيَمِينِهِ، وَإِن كَانَت تَمرَةً، فَتَربُو فِي كَفِّ الرَّحمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعظَمَ مِنَ الجَبَلِ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُم فَلُوَّهُ أَو فَصِيلَهُ).
وَفِي رِوَايَةٍ: (لا يَتَصَدَّقُ واحَدٌ بِتَمرَةٍ مِن كَسبٍ طَيِّبٍ إِلا أَخَذَهَا اللهُ بِيَمِينِهِ فَيُرَبِّيهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُم فَلُوَّهُ - أَو قَلُوصَهُ - حَتَّى تَكُونَ مِثلَ الجَبَلِ أَو أَعظَمَ).
وَفِي أُخرَى: (مِنَ الكَسبِ الطَّيِّبِ فَيَضَعُهَا فِي حَقِّهَا).
رواه أحمد (2/ 538)، ومسلم (1014)، والترمذي (661)، والنسائي (5/ 57)، وابن ماجه (1842).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(11) ومن باب: لا يقبل الله الصدقة إلا من ذي الكسب الطيب
قوله - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله طيب)؛ أي: منزَّه عن النقائص والخبائث، فيكون بمعنى: القدوس، وقيل: طيب الثناء، ومستلذ الأسماء عند العارفين بها. وعلى هذا: فطيِّب من أسمائه الحسنى، ومعدود في جملتها المأخوذة من السنة؛ كالجميل والنظيف؛ على قول من رواه ورآه.
والكسب الطيب في هذا الحديث الحلال؛ وهذا كقوله تعالى: {أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبتُم} و {كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقنَاكُم} وغيره، وأصل الطيب: المستلذ بالطبع، ثم أطلق على المطلق

الصفحة 58