كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 3)
عَبدِ المُطَّلِبِ رَسُولَ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، فَلَم نُفَارِقهُ، وَرَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- عَلَى بَغلَةٍ لَهُ بَيضَاءَ، أَهدَاهَا لَهُ فَروَةُ بنُ نُفَاثَةَ الجُذَامِيُّ، فَلَمَّا التَقَى المُسلِمُونَ وَالكُفَّارُ وَلَّى المُسلِمُونَ مُدبِرِينَ، فَطَفِقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَركُضُ بَغلَتَهُ قِبَلَ الكُفَّارِ. قَالَ
ـــــــــــــــــــــــــــــ
تلك السَّنة. و (حنين): موضع معروف، سُمِّي باسم رجل لازمه، ويصرف ولا يصرف. وأنشد في الصحاح:
نصروا نبيهم وشدوا أزره ... بحنين يوم تواكل الأبطال
والأغلب عليه الصرف.
و(فروة بن نفاثة) صوابه: بالنون المرفوعة، والفاء، والثاء المثلثة. كذا لجميع الرواة. وقد قيده (¬1) بعضهم: (نباتة) بالنون والباء بواحدة، والتاء باثنتين من فوقها، وكأنه تصحيف، وقد رواه مسلم من حديث معمر عن ابن شهاب. فقال: فروة بن نعامة، والأول أشهر. واختلف في إسلامه. وفي البخاري: أن مُهدي البغلة للنبي -صلى الله عليه وسلم- ملك أيلة، واسمه فيما ذكره ابن إسحاق: يُحَنَّة بن رؤبة (¬2).
وقبوله -صلى الله عليه وسلم- هدية فروة يعارضه قوله -صلى الله عليه وسلم-: (إني نهيت عن زبد المشركين) (¬3)، وامتنع من قبول هديتهم.
وقد اختلف في هذين الحديثين. فمن العلماء من ذهب إلى أن حديث فروة ناسخ للحديث الآخر. ومنهم من رام الجمع بينهما فقال: حيث قبل فإنما قبل استئلافًا، وطمعًا في إسلام المُهدي، وحيث رد لم يطمع في
¬__________
(¬1) في (هـ) و (ط): شذ.
(¬2) في (ل): روزنة، وفي (هـ): روزبة، والمثبت من (ع) و (ج) وتاريخ الطبري (3/ 108).
(¬3) رواه أبو داود (3057)، والترمذي (1577) من حديث عياض بن حمار رضي الله عنه. و "الزَّبْد" الرِّفْد والعطاء.