كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 3)

وَلَهُ الجَنَّةُ، أَو هُوَ رَفِيقِي فِي الجَنَّةِ؟ فَتَقَدَّمَ رَجُلٌ مِن الأَنصَارِ، فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، فَلَم يَزَل كَذَلِكَ حَتَّى قُتِلَ السَّبعَةُ، فَقَالَ النبي -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- لِصَاحِبَيهِ: مَا أَنصَفنَا أَصحَابَنَا.
رواه أحمد (3/ 286)، ومسلم (1789).
[1308] وعن سَهلَ بنَ سَعدٍ، وسئل عَن جُرحِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَومَ أُحُدٍ فَقَالَ: جُرِحَ وَجهُ رَسُولِ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-، وَكُسِرَت رَبَاعِيَتُهُ، وَهُشِمَت البَيضَةُ عَلَى رَأسِهِ، فَكَانَت فَاطِمَةُ بِنتُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- تَغسِلُ الدَّمَ. وَكَانَ عَلِيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ يَسكُبُ عَلَيه بِالمِجَنِّ. فَلَمَّا رَأَت فَاطِمَةُ أَنَّ المَاءَ لَا يَزِيدُ الدَّمَ إِلَّا كَثرَةً، أَخَذَت قِطعَةَ حَصِيرٍ فَأَحرَقَتهُ حَتَّى صَارَ رَمَادًا، ثُمَّ أَلصَقَتهُ بِالجُرحِ فَاستَمسَكَ الدَّمُ.
رواه البخاري (2911)، ومسلم (1790) (101)، وابن ماجه (3464).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
و(قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-لصاحبيه)؛ يعني بهما: القرشيين المذكورين في أول الحديث. وقوله: (ما أنصفنا أصحابنا)، الرواية: (أنصفنا) بسكون الفاء. (أصحابنا) بفتح الباء؛ يعني بهم: السبعة الذين قتلوا.
قال عياض: أي: لم نُدِلهُم القتال حتى قتلوهم خاصة (¬1). وقد رواه بعض شيوخنا: (ما أنصفَنا أصحابُنا) - بفتح الفاء، وضم الباء من (أصحابنا) - وهذا يرجع إلى من فرَّ عنه وتركه.
و(المجن): الترس؛ لأنه يستجن به؛ أي: يستتر.
و(الرُّباعية) - بفتح الراء، وتخفيف الياء- وهي: كل سن بعد ثنية، و (هشمت): كسرت. و (سلت الدم عنه): نزعه بيده.
¬__________
(¬1) في (ع) و (ز): لم يدلهم القتال حتى قتلوا هم خاصة.

الصفحة 649