كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 3)

[1337] وعَن جَرِيرِ بنِ عَبدِ اللَّهِ قَالَ: رَأَيتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَلوِي نَاصِيَةَ فَرَسٍ بِإِصبَعِهِ، وَهُوَ يَقُولُ: الخَيلُ مَعقُودٌ بِنَوَاصِيهَا الخَيرُ إِلَى يَومِ القِيَامَةِ: الأَجرُ وَالغَنِيمَةُ.
رواه أحمد (4/ 361)، ومسلم (1872)، والنسائي (6/ 221).
[1338] ونحوه، عن عُروَةَ البَارِقِيَّ، وابن عمر، وليس في حديثهما: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلوي ناصية فرس بإصبعه، وليس في حديث ابن عمر: إلى يوم القيامة.
رواه أحمد (4/ 375 - 376)، والبخاري (2850)، ومسلم (1871) (3/ 1493) و (1873) (98 و 99)، والترمذي (1694).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
الغاية المفروضة. وأصل التطفيف: العلو ومجاوزة الحد. ومنه قالوا: طففّ (¬1) كذا؛ أي: علا. وإناء طفان؛ أي: علا ما فيه. ومنه: التطفيف في الكيل؛ فإنه إذا أخذ لنفسه فقد علا على الحق. وإذا نقص غيره فقد أعلى حقه على حقه.
وقوله: (الخيل معقود في نواصيها الخير)؛ هذا الكلام جمع من أصناف البديع ما يعجز عنه كل بليغ، ومن سهولة الألفاظ ما يعجب، ويستطاب.
و(النواصي): جمع ناصية، وهي: الشعر المنسدل على الجبهة.
و(إلى يوم القيامة) متعلق بـ (معقود)، ويُفهم منه: دوام حكم الجهاد إلى يوم المعاد. و (الأجر والغنيمة) تفسير للخير المذكور. وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف. وهذا المعنى هو الذي عبّر عنه بالبركة في حديث أنس.
ولَيُّ النبي -صلى الله عليه وسلم- ناصية فرسه بيده؛ ليحسها، ويتعاهدها، ويكرمها بذلك، كما قال: (ارتبطوا الخيل، وامسحوا بنواصيها، وأكفالها، وجلودها) (¬2).
¬__________
(¬1) في (ج 2): طف.
(¬2) رواه أبو داود (2544)، والنسائي (6/ 218 و 219).

الصفحة 703