كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 3)

[1339] وعَن أَنَسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: البَرَكَةُ فِي نَوَاصِي الخَيلِ.
رواه أحمد (3/ 114)، والبخاري (2851)، ومسلم (1874)، والنسائي (6/ 221).
[1340] وعَن أَبِي هُرَيرَةَ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- يَكرَهُ الشِّكَالَ مِن الخَيلِ.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
وقول أبي هريرة: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يكره الشكال من الخيل)؛ يحتمل أن يكون كره اسم الشكال من جهة اللفظ؛ لأنه يشعر بنقيض ما تُراد الخيل له. وهذا كما قال: (لا أحبُّ العقوق) (¬1)، ويحتمل أن يكرهه لما يقال: إن حوافر المشكل وأعضاءه ليس فيها من القوة ما في ما ليس كذلك. وقد جاء الشكال مفسَّرًا في تلك الرواية تفسيرًا ليس معروفًا عند اللغويين. قال أبو عبيد: الشكال: أن تكون منه ثلاث قوائم محجلة وواحدة مطلقة، أو يكون ثلاث قوائم مطلقة وواحد محجلة. ولا يكون الشكال إلا في الرِّجل، ولا يكون في اليد. وقال ابن دريد: هو أن يكون تحجيله في يد ورجل من شق واحد، فإن كان مخالفًا قيل: شكال مخالف. وقال أبو عمر المطرز: هو بياض الرِّجل اليمنى واليد اليسرى. وقيل: بياض الرجلين. وقيل: بياض اليدين والرجل الواحدة. وقيل: بياض الرجلين واليد الواحدة. وهذه أقوال اللغويين، وليس فيها ما يوافق ذلك التفسير إلا ما حكاه ابن دريد من الشكال
¬__________
(¬1) رواه أحمد (2/ 194 و 5/ 369 و 430).
وكلامه - صلى الله عليه وسلم - هذا في معرض الجواب لمن سأله عن العقيقة. قال ابن الأثير في النهاية (3/ 277): ليس فيه توهين لأمر العقيقة، ولا إسقاط لها، وإنما كَرِه الاسْم، وأحبَّ أن تُسمَّى بأحْسَن منه، كالنَّسيكة والذبيحة، جَرْيًا على عادته في تغيير الاسم القبيح.

الصفحة 704