كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 3)

(53) باب في قَولِهِ تَعَالَى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعتُم}
[1384] عن عُقبَةَ بنَ عَامِرٍ قال: سَمِعتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى المِنبَرِ يَقُولُ: وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ أَلَا إنَّ القُوَّةَ الرَّميُ، أَلَا إِنَّ القُوَّةَ الرَّميُ، أَلَا إِنَّ القُوَّةَ الرَّميُ.
رواه مسلم (1917)، وأبو داود (2514)، والترمذي (3083)، وابن ماجه (2883).
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(53) ومن باب: قوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوَّةٍ}
القوَّة: التقوي بما (¬1) يحتاج إليه من الدروع، والمجان، والسيوف، والرِّماح، والرمي وسائر آلات الحرب، إلا أنه لما كان الرَّمي أنكاها في العدو، وأنفعها فسرها وخصصها بالذكر وأكدها ثلاثًا (¬2)، ولم يرد أنها كل العدّة، بل أنفعها. ووجه أنفعيتها: أن النكاية بالسِّهام تبلغ العدو من الشجاع وغيره، بخلاف السيف والرمح، فإنه لا تحصل النكاية بهما إلا من الشجعان الممارسين للكرِّ والفرِّ، وليس كل أحد كذلك. ثم: إنها أقرب مؤونة، وأيسر محاولة وإنكاء. ألا ترى أنه قد يرمى رأس الكتيبة فينهزم أصحابه؟ إلى غير ذلك مما يحصل منه من الفوائد، والله تعالى أعلم.
¬__________
(¬1) في (م) و (ج 2): إعداد ما.
(¬2) ساقط من (ع).

الصفحة 759