كتاب المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (اسم الجزء: 3)

[1390] وعَن سَعدِ بنِ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: لَا يَزَالُ أَهلُ الغَربِ ظَاهِرِينَ عَلَى الحَقِّ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
رواه مسلم (1925).
* * *
ـــــــــــــــــــــــــــــ
محتمل، لا جرم قال معاذ في الحديث الآخر (¬1): (هم أهل الشام). ورواه الطبري وقال: (هم ببيت المقدس). وقال أبو بكر الطرطوشي في رسالة بعث بها إلى أقصى المغرب، بعد أن أورد حديثًا في هذا المعنى؛ قال- والله تعالى أعلم-: هل أرادكم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أو أراد بذلك جملة أهل المغرب؛ لما هم عليه من التمسُّك بالسُّنة والجماعة، وطهارتهم من البدع والإحداث في الدِّين، والاقتفاء لآثار من مضى من السَّلف الصالح؟ والله تعالى أعلم (¬2).
قلت: وفي هذا الحديث دلالة على صحَّة الإجماع؛ لأن الأمة إذا أجمعت فقد دخلت فيهم هذه العصابة المختصة، فكل الأمة مُحق فإجماعهم حق. ويفيد هذا المعنى أيضًا قوله تعالى: {وَمِمَّن خَلَقنَا أُمَّةٌ يَهدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ}
ولا تعارض بين هذا الحديث وبين قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقوم السَّاعة إلا على شرار الخلق) (¬3)، وبين قوله: (لا تقوم السَّاعة وفي الأرض من يقول: الله، الله) (¬4)؛ لما يأتي في حديث عقبة بن عامر وعبد الله بن عمرو، فإنه -صلى الله عليه وسلم- بيّن ذلك فيه بيانًا شافيًا، فتأمله، فلا مزيد عليه.
¬__________
(¬1) ساقط من (ج 2).
(¬2) انظر الموضوع في البخاري (الاعتصام: 10).
(¬3) هو حديث عقبة بن عامر المتقدم.
(¬4) رواه أحمد (3/ 268)، ومسلم (148)، وابن حبان (6849).

الصفحة 764