كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 3)

إِلَيْهِ تدريس الصلاحية بعد وَفَاة العلائي ثمَّ خطب إِلَى قَضَاء الديار المصرية بعد عزل أبي الْبَقَاء فِي جمادي الآخر سنة ثَلَاث وَسبعين وباشر بنزاهة وعفة ومهابة وَحُرْمَة وعزل نَفسه فَسَأَلَهُ السُّلْطَان وترضاه حَتَّى عَاد وَاسْتمرّ إِلَى أَن عزل نَفسه ثَانِيًا فِي شعْبَان سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَسبعين وَعَاد إِلَى الْقُدس على وظائفه ثمَّ سُئِلَ فِي الْعود إِلَى الْقَضَاء فأعيد فِي صفر سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ فباشر ثَلَاث سِنِين إِلَى أَن عزل نَفسه فِي صفر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَعَاد إِلَى الْقُدس ثمَّ خطب إِلَى قَضَاء دمشق والخطابة بعد موت القَاضِي ولي الدَّين فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس وَثَمَانِينَ ثمَّ أضيف إِلَيْهِ مشيخة الشُّيُوخ بعد سنة من ولَايَته وَقَامَ فِي أُمُور كبار فتمت لَهُ ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَقَالَ الإِمَام الْفَقِيه الْمُحدث الْمُفِيد أحد من طلب وعني بتحصيل الْأَجْزَاء وَقَرَأَ وتميز وَهُوَ فِي ازدياد من الْفَضَائِل ولي خطابة الْقُدس بعد وَالِده وَقَرَأَ على كثير انْتهى وَحكي عَنهُ أَنه قَالَ مَا وليت قطّ فقاهة وَلَا إِعَادَة وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجر أمتع الله بِبَقَائِهِ عزل نَفسه فِي أثْنَاء ولَايَته غير مرّة ثمَّ يسْأَل ويعاد وَكَانَ محببا إِلَى النَّاس وَإِلَيْهِ انْتَهَت رئاسة الْعلمَاء فِي زَمَانه فَلم يكن أحد يدانيه فِي سَعَة الصَّدْر وَكَثْرَة الْبَذْل وَقيام الْحُرْمَة والصدع بِالْحَقِّ وقمع أهل الْفساد مَعَ الْمُشَاركَة الجيدة فِي الْعُلُوم واقتنى من الْكتب النفيسة بخطوط مصنفيها وَغَيرهم مَا لم يتهيأ لغيره انْتهى وَقد وقفت لَهُ على مجاميع وفوائد بِخَطِّهِ وَجمع تَفْسِيرا فِي

الصفحة 140