كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 3)

683 - أَبُو بكر بن عَليّ بن عبد الله أَبُو مُحَمَّد الشَّيْبَانِيّ الشَّيْخ الإِمَام الْقدْوَة الزَّاهِد العابد الخاشع الناسك الرباني بَقِيَّة مَشَايِخ عُلَمَاء الصُّوفِيَّة الْموصِلِي ثمَّ الدِّمَشْقِي مولده سنة أَربع وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة على مَا بَلغنِي بالموصل واشتغل بهَا وَحفظ الْحَاوِي الصَّغِير ثمَّ حفظ التَّنْبِيه وَقدم دمشق وَهُوَ شَاب وَكَانَ يعاني الحياكة فَأَقَامَ بالقبيبات عِنْد منزله الْمَعْرُوف زَمَانا طَويلا وَهُوَ يشْتَغل بِالْعلمِ ويسلك طَرِيق الصُّوفِيَّة وَالنَّظَر فِي كَلَامهم ولازم الشَّيْخ قطب الدَّين مُدَّة وَاجْتمعَ بالشيخ عبد الله اليافعي وَغَيره من الصَّالِحين وَالْعُلَمَاء وَكَانَ يطالع كثيرا الحَدِيث ويحفظ جملَة من الحَدِيث ويعزوها إِلَى رواتها وَصَارَ لَهُ يَد فِي الْفِقْه وَصَارَ لَهُ أَتبَاع وَلم يزل يعْمل بِيَدِهِ إِلَى آخر وَقت وَكَانَ من كبار الْأَوْلِيَاء وسادات الْعباد جمع بَين علمي الشَّرِيعَة والحقيقة ووفق للْعلم وَالْعَمَل وَكَانَ يحضر مواعيده كبار الْعلمَاء فيسمعون مِنْهُ الْفَوَائِد العجيبة والنكت الغريبة وَكَانَ القَاضِي شهَاب الدَّين الزُّهْرِيّ مِمَّن يحضر مجالسه ويبالغ فِي تَعْظِيمه وَكَذَلِكَ الشَّيْخ شمس الدَّين الصرخدي وَكَانَ يتَرَدَّد إِلَيْهِ نواب الشَّام ويمتثلون أوامره وَحج غَيره مرّة وَعظم قدره عِنْد السُّلْطَان الْملك الظَّاهِر لما عَاد إِلَى الْملك وَكَانَ يكاتبه ويأمره بِمَا فِيهِ نفع الْمُسلمين وَكَانَ

الصفحة 149