كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 3)

الْعلم وَحدث بهَا بِدِمَشْق وَمِمَّنْ سمع ذَلِك الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَحدث بهَا بِالْقَاهِرَةِ أَيْضا وَشرح مجلدة مِنْهَا فِي اثْنَتَيْ عشرَة مجلدة وَهُوَ الثُّلُث من المنظوم وَكَانَ الشَّيْخ سراج الدَّين البُلْقِينِيّ يثني على فضائله توفّي قَتِيلا بِظَاهِر الْقَاهِرَة لقِيَامه على الظَّاهِر فِي شعْبَان سنة ثَلَاث وَتِسْعين وَسَبْعمائة
694 - مُحَمَّد بن أبي بكر بن شَجَرَة بن مُحَمَّد الإِمَام الْفَقِيه القَاضِي الْمُفْتِي بدر الدَّين أَبُو عبد الله التدمري الأَصْل الدِّمَشْقِي اشْتغل وَتقدم واشتهر وَولي الْقَضَاء بمعاملة الشَّام وَآخر مَا ولي قَضَاء الْقُدس فِي أَيَّام البُلْقِينِيّ فَشَكَاهُ أهل الْقُدس وَجَاءَت كتب أعيانهم مشحونة بثلبه والحط عَلَيْهِ فعزل وَقدم دمشق وَأقَام بهَا وَكَانَ يدرس بِالْمَدْرَسَةِ الْمَوْقُوفَة عَلَيْهِ وعَلى أَقَاربه وَله تصدير على الْجَامِع قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ يُفْتِي كثيرا وَيكْتب على الْفَتَاوَى خطا حسنا بِعِبَارَة حَسَنَة إِلَّا أَنه سيء السِّيرَة فِي قَضَائِهِ وفتواه مَشْهُور بذلك كَانَ يتمحل للمستفتي حَتَّى يفتيه بِمَا يُوَافق غَرَضه وَيَأْخُذ مِنْهُ جعلا على ذَلِك اجْتمعت بِهِ مرّة حضر عِنْدِي فَأَعْجَبَنِي فهمه واستنباطه فِي الْفِقْه وغوصه على اسْتِخْرَاج الْمسَائِل الْحَوَادِث من أُصُولهَا وردهَا إِلَى الْقَوَاعِد ثمَّ ذكر فِيهِ ابْن حجي كلَاما لَا أوثر ذكره توفّي فِي شهر ربيع الأول سنة سبع بِتَقْدِيم السِّين وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة فِي عشر السّبْعين ظنا وَدفن بسفح قاسيون

الصفحة 162