كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 3)

بيوتها جَعَلُوهُ مدفنا وَكَانَ قد حصل لَهُ مرض الاستقساء وَتُوفِّي وَله نَيف وَثَلَاثُونَ سنة وَكَانَ من حَقه أَن يُؤَخر إِلَى الطَّبَقَة الأتية لَكِن سرعَة وَفَاته أوجبت ذكره فِي هَذِه الطَّبَقَة وجدي أسن من وَالِده ببضع وَثَلَاثِينَ سنة رَحِمهم الله تَعَالَى وَولي وظائفه من قَضَاء الْعَسْكَر والتداريس أَخُوهُ القَاضِي جلال الدَّين
704 - مُحَمَّد بن عمر بن مُحَمَّد بن عبد الْوَهَّاب بن مُحَمَّد بن ذُؤَيْب بن مشرف الْأَسدي الْعَلامَة شيخ الشَّافِعِيَّة وَبَقِيَّة السّلف شمس الدَّين أَبُو عبد الله بن القَاضِي نجم الدَّين أبي حَفْص بن القَاضِي شرف الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة جدي مولده فِي ربيع الأول سنة إِحْدَى وَتِسْعين وسِتمِائَة تفقه بِعَمِّهِ الشَّيْخ كَمَال الدَّين وَالشَّيْخ برهَان الدَّين الْفَزارِيّ وَأخذ النَّحْو عَن عَمه الْمَذْكُور وَكَانَ معيدا للطلبة فِي حَلقَة عَمه فَلَمَّا توفّي فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وَعشْرين جلس مَكَانَهُ يشغل من ذَلِك التأريخ إِلَى أَن ضعف وَانْقطع بعد السّبْعين كل ذَلِك وَهُوَ منجمع عَن النَّاس مقبل على الْعِبَادَة وَعدم الِالْتِفَات إِلَى أُمُور الدُّنْيَا وراضيا بالعيش الخشن يخْدم نَفسه وَيَشْتَرِي الْحَاجة ويحملها وَقد أَخذ عَنهُ النَّاس الْعلم طبقَة بعد طبقَة وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ فِي ابْتِدَاء الْأَمر الْمَشَايِخ الْعلمَاء ابْن خطيب يبرود وَابْن كثير والأذرعي وَأعَاد بالشامية البرانية وَغَيرهَا وَولي فِي

الصفحة 173