كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 3)

وَكَذَلِكَ كَانَ يقرىء الجرجانية فِي النَّحْو وَكنت مِمَّن حضر عِنْده وَحصل لي بركته وَسمعت مِنْهُ وَلم يكن يحضر المحافل وَلَا يُفْتِي وَقد سمع من ابْن الموازيني وست الْأَهْل بنت علوان وزيرة وَطَائِفَة روى لنا عَن الأول كتاب الْأَمْوَال لأبي عبيد وَعَن الثَّانِيَة جفر الجفار وَعَن الثَّالِثَة ثلاثيات البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْده انجماع عَن النَّاس وَعدم معرفَة بِأُمُور الدُّنْيَا بمعزل عَن طلب الرِّئَاسَة وَالدُّخُول فِي المناصب على أَنه ولي نِيَابَة الحكم بِإِشَارَة الشَّيْخ تَقِيّ الدَّين السُّبْكِيّ وَكَانَ لَا يتَصَدَّى لذَلِك وَكَانَ عُلَمَاء الْبَلَد والمشار إِلَيْهِم فِيهَا غالبهم تلاميذه وتلاميذ تلاميذه وَقَالَ الْحَافِظ برهَان الدَّين الْحلَبِي سبط ابْن العجمي فِي مشيخته اجْتمعت بِهِ فَوَجَدته رجلا من عُلَمَاء السّلف فِي غَايَة من الْعلم وَالْخَيْر وَالدّين والنزاهة انْتهى وَقد سَمِعت غير وَاحِد من مَشَايِخنَا وأصحابنا يبالغون فِي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَوَصفه بالزهد والورع وَأَنه لَو استسقى النَّاس فِي ذَلِك الْوَقْت لاستسقوا بِهِ أَو بالشيخ جمال الدَّين ابْن قَاضِي الزبداني وَكَانَ معيد الشامية البرانية وَابْن خطيب يبرود مدرسها فَكَانَ ابْن خطيب يبرود يَقُول مَا زَالَ الشَّيْخ شمس الدَّين معيدا لي لَكِن كَانَ فِي الصغر معيدا لي وَفِي الْكبر معيدا عني وَكَانَ يستحضر الرَّافِعِيّ وينزله على التَّنْبِيه تَنْزِيلا عجيبا خضع لَهُ أهل عصره فِي ذَلِك وَسمعت شَيخنَا شرف الدَّين الْغَزِّي يَحْكِي أَنه لما دخل إِلَى مصر فِي حَيَاة الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ مَسْأَلَة الأسوي عَن عُلَمَاء دمشق قَالَ فذكرتهم لَهُ فَلَمَّا ذكرت شَيخنَا الشَّيْخ شمس الدَّين ابْن قَاضِي شُهْبَة قَالَ

الصفحة 175