كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 3)

الْعرَاق ومدرس بَغْدَاد وعالمها وَرَئِيس الْعلمَاء بالمشرق غياث الدَّين أَبُو المكارم بن الإِمَام صدر الْعرَاق محيي الدَّين بن شيخ الْعرَاق جمال الدَّين الوَاسِطِيّ الأَصْل الْبَغْدَادِيّ الْمَعْرُوف بِابْن العاقولي مولده فِي رَجَب سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَسَبْعمائة بِبَغْدَاد وَنَشَأ بهَا وَسمع من وَالِده وَجَمَاعَة وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة قَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي كَانَ مدرس المستنصرية بِبَغْدَاد كأبيه وجده ودرس أَيْضا بالنظامية كأبيه ودرس هُوَ بِغَيْرِهِمَا وَكَانَ هُوَ وَأَبوهُ وجده كبراء بَغْدَاد انْتَهَت إِلَيْهِم الرِّئَاسَة بهَا فِي مشيخة الْعلم والتدريس وَكَانَ هَذَا قد تفرد بذلك وَصَارَ هُوَ الْمشَار إِلَيْهِ والمعول عَلَيْهِ الْقُضَاة والوزراء إِلَى بَابه وَالسُّلْطَان يخافه وَكَانَ مشاركا فِي عُلُوم عديدة بارعا فِي الحَدِيث وَعلمِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَشرح مصابيح الْبَغَوِيّ وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ حَدِيثا وفيهَا أَوْهَام وَسُقُوط رجال فِي الْأَسَانِيد وَكَانَت نَفسه قَوِيَّة وفهمه جيد وَكَانَ بَالغا فِي الْكَرم حَتَّى ينْسب إِلَى الْإِسْرَاف وَلما دخل تمرلنك بَغْدَاد هرب مِنْهَا مَعَ السُّلْطَان أَحْمد فنهبت أَمْوَاله وسبيت حريمه وَقدم الشَّام واجتمعنا بِهِ

الصفحة 177