كتاب طبقات الشافعية لابن قاضى شهبة (اسم الجزء: 3)

الْأُصُول بالديار المصرية على الشَّيْخ جمال الدَّين الْإِسْنَوِيّ وَأخذ الْعَرَبيَّة عَن تَاج الدَّين المراكشي وَأذن لَهُ فِي إقرائها وَأخذ فِي الْقُدس عَن الْحَافِظ صَلَاح الدَّين العلائي وَأَجَازَهُ بالفتوى والتدريس وَصَحب القَاضِي تَاج الدَّين ولازمه وَكَانَ يقْرَأ عَلَيْهِ تصانيفه فِي الدُّرُوس وَقَرَأَ عَلَيْهِ السِّيرَة النَّبَوِيَّة بالجامع وولاه وظائف وناب فِي الحكم عَن القَاضِي سري الْمَالِكِي ثمَّ عَن القَاضِي ولي الدَّين نَحْو خمس سِنِين ذكره الذَّهَبِيّ فِي المعجم الْمُخْتَص وَهُوَ آخر من ذكرهم فِيهِ وَفَاة وَقَالَ الْفَقِيه الْفَاضِل شَاب يقظ اشْترى أَجزَاء وكتبا وَطلب الحَدِيث وَقَرَأَ وخطه مليح وَلسَانه منطلق قَرَأَ عَليّ طَبَقَات الْحفاظ مولده سنة بضع وَعشْرين وَسَبْعمائة وَقَالَ الْحَافِظ شهَاب الدَّين ابْن حجي وَكَانَ من أحسن النَّاس قِرَاءَة للْحَدِيث كَانَ يرجح على كل أحد لحسن قِرَاءَته وفصاحته وَخرج لنَفسِهِ أَرْبَعِينَ متباينة الْمَتْن والإسناد وَخرج لغيره وتفنن فِي الْفَنّ سمعنَا بقرَاءَته كثيرا وَله محفوظات فِي الْفِقْه وَالْأُصُول والعربية وَقَرَأَ فِي الْعَرَبيَّة على الشَّيْخ تَاج الدَّين المراكشي وَأَجَازَهُ بالفتيا ابْن كثير وَالْقَاضِي تَاج الدَّين وَكَانَ ذكيا قَلِيل التَّحْصِيل انْتهى وَقد تغير بِآخِرهِ تغيرا كثيرا وَنسي حَتَّى الْقُرْآن وَكَانَ يُقَال إِن ذَلِك بوقيعته فِي النَّاس توفّي فِي صفر سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَدفن بمقبرة الصُّوفِيَّة

الصفحة 179