كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 3)
فردت علينا الشمس والليل راغم ... بشمس لهم من جانب الخدر تطلع
نضى ضوءها صبغ الدجنة وانطوى ... لبهجتها ثوب السماء المجزع
فوالله ما أدري أأحلام نائم ... ألمت بنا أم كان في الركب يوشع
وللسيد مصطفى المذكور في المعنى المذكور أيضاً
أرى الشمس في الصوت تأبى المسير ... إلى الليل تخشى الهجوم علية
حكت فيه حسناء زفت إلى ... خصى وبالكره سيقت إليه
وللأديب عبد الحي الخال
أرى الأيام في الافطار تمضي ... كلمع البرق أو سقط الدراري
وفي شهر الصيام تطول حتى ... كان الليل ضم إلى النهار
وله أيضاً
كان اليوم في الافطار طرف ... يدور على الرحى صلب الأيادي
ويمشي في الصيام على الهوينا ... كأن أمامه شوك القتاد
ولأبن الرومي
شهر الصيام مبارك ... ما لم يكن في شهر آب
الليل فيه لمحة ... ونهاره يوم الحساب
خفت العذاب فصمته ... فوقعت في عين العذاب
وله أيضاً
شهر الصيام وإن عظمت حرمته ... شهر طويل ثقيل الظل والحركه
يمشي الهوينا فأما حين يطلبنا ... فلا السليك يدانيه ولا السلكه
كأنه طالب ثأراً على فرس ... أجد في أثر مطلوب على رمكه
أذمة غير وقت منه أحمده ... من العشاء إلى أن تصدح الديكه
يا صدق من قال أيام مباركة ... بأن يكنى عن اسم الطول بالبركه
لو كان مولى وكنا كالعبيد له ... لكان مولى بخيلاً سئ الملكه
وقد رد عليه الأستاذ عبد الغني النابلسي بقوله
شهر شريف به الخيرات مشتبكة ... حتى على الناس فيه تنزل البركه
من قال شهر ثقيل عنه فهو يرى ... ذنوبه أثقلته فهو في اللبكه
أو قال يمشي الهوينا قلت لا برحت ... ايامه مكثرات في الورى نسكه
بذمه جاهل في أسر شهوته ... إلى الطعام وحب الأكل قد ملكه
مصفد مثل شيطان تراه به ... عن الغذاء ولولا الخوف ما تركه
الصفحة 283
287