كتاب سلك الدرر في أعيان القرن الثاني عشر (اسم الجزء: 3)

واغتدى طائر المنى ... في قلوب الورى يحوم
وصفا الدهر بعدما ... صدع القرب بانتزاح
وأرانا النبسما ... في وجوه الرضى الملاح
دور
هاك يا بهجة الصدور ... من له تسجد العقول
غادة السر والخدور ... في برود الهنا تجول
وهي من وسمة القصور ... ترتجي نفحة القبول
فأعرها ترحماً ... مسمع العفو والسماح
وأنلها تكرماً ... من ندى وردك المباح
دور
وابق في ذروة الكمال ... آمن السر والفؤاد
تجتني من ربا النوال ... نعماً مالها نفاد
وترى السعد في اقبال ... ولأيامك امتداد
ولنجليك وفق ما ... خصك الله من نجاح
ما انثنى الغصن كلما ... هصرت عطفه الرياح
وكان المترجم حج سنة أربعين ومائة وألف فتوفي بمكة ثامن ذي الحجة من السنة المذكورة ودفن تحت أقدام العلامة ابن حجر المكي الهيثمي رضي الله عنه.

عبد الرحيم البراذعي
عبد الرحيم بن علي بن أحمد المعروف بالبراذعي الحنبلي البعلي الأصل الدمشقي الصالحي قاضي الحنابلة بدمشق كان شيخاً فاضلاً له بفقه مذهبه فضيلة مع محاضرة وحافظة حسنة ولد بدمشق في سنة سبع عشرة ومائة وألف ونشأ بها وقرأ على والده وانتفع به وأخذ عن الاستاذ الشيخ عبد الغني وقرأ وحصل وتولى قضاء الحنابلة بالمحاكم مدة سنين يقضي بالأحكام وكان لا يخلو من جرأة وتكلم وعزل في زمن قاضي القضاة بدمشق المولى السيد إبراهيم امام شيخ الاسلام المولى مصطفى لأمر كان وبعد مدة عاد للقضاء ولم يزل على حالته إلى أن مات وكانت وفاته في يوم الاثنين رابع ربيع الثاني سنة أربع وتسعين ومائة وألف ودفن بالروضة بسفح قاسيون رحمه الله تعالى.

عبد الرحيم ابن حجيج

الصفحة 8