كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

(فقال: يا رسول اللَّه! هلكتُ)، وفي بعض طرق هذا الحديث: هلكتُ وأهلكتُ (١)؛ أي: فعلتُ ما هو سبب لهلاكي وهلاكِ غيري، وهو زوجته التي وطئها (٢).
(قال) -صلى اللَّه عليه وسلم-: (مالَكَ؟) -بفتح اللام-، و"ما" استفهامية، محلُّها رفعٌ بالابتداء؛ أي؛ أَيُّ شيء كائنٌ لك، أو حاصل لك (٣).
وعند الإمام أحمد: "وما الذي أهلكك؟ " (٤).
وعند ابن خزيمة: "وَيْحَكَ! ما شَأْنُكَ؟ " (٥).
(قال: وقعتُ على امرأتي)، وفي حديث عائشة في "الصحيحين": وَطِئْتُ امرأتي (٦) (وأنا صائم)، الواو للحال.
قال الحافظ ابن حجر في "الفتح": يؤخذ منه أنه لا يُشترط في إطلاق اسم المشتق بقاء المعنى المشتق منه حقيقة؛ لاستحالة كونه صائمًا مجامِعًا في حالة واحدة، فعلى هذا قوله: وطئت؛ أي: شرعتُ في الوطء، أو أراد: جامعتُ بعد إذ أنا صائم (٧).
---------------
= قلت: وبعض كلام البرماوي في "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ١٦٤). وانظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٧٦).
(١) رواه الدارقطني في "سننه" (٢/ ٢٠٩)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (٤/ ٢٢٧)، وبين ضعف هذه الزيادة.
(٢) انظر: "إرشاد الساري" للقسطلاني (٣/ ٣٧٧).
(٣) المرجع السابق، الموضع نفسه.
(٤) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٢٩٧)، من حديث ابن عباس -رضي اللَّه عنهما-.
(٥) رواه ابن خزيمة في "صحيحه" (١٩٤٩).
(٦) سيأتي تخريجه قريبًا، وهذا لفظ مسلم برقم (١١١٢/ ٨٥).
(٧) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٤/ ١٦٥).

الصفحة 518