كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

يريد: ليت لنا بدل ماء زمزم (١).
وفي "الصحاح": معنى "منك" هنا: عندك؛ أي: لا ينفع ذا الغنى عندك غناه، إنما ينفعه العمل الصالح (٢).
وقال ابن التين: الصحيح عندي: أنها ليست بمعنى البدل، ولا عند، بل هو كما تقول: لا ينفعك مني شيء إن أنا أردتك بسوء.
قال في "الفتح": ولم يظهر من كلامه معنى، ومقتضاه: أنها بمعنى عند، أو فيه حذف تقديره: من قضائي، أو سطوتي، أو عذابي (٣).
واختار الشيخ جمال الدين في "المغني": أنها هنا بمعنى: البدل (٤).
وقال ابن دقيق العيد: قوله: "منك" يجب أن يتعلق بـ "ينفع"، وينبغي أن يكون "ينفع" قد ضمن معنى: يمنع، وما قاربه، ولا يجوز أن يتعلق "منك" بالجد؛ كما يقال: حظي منك قليل، أو كثير، بمعنى: عنايتك بي، أو رعايتك لي؛ فإن ذلك نافع، انتهى (٥).
(الجد) قال في "الفتح": مضبوط في جميع الروايات بفتح الجيم، ومعناه: الغنى؛ كما نقله البخاري، وعن الحسن: الحظ (٦)، وحكى
---------------
(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٣٢).
(٢) انظر: "الصحاح" للجوهري (٢/ ٤٥٢)، (مادة: جدد).
(٣) انظر: "فتح البارى" لابن حجر (٢/ ٣٣٢).
(٤) انظر: "مغني اللبيب" لابن هشام (ص: ٤٢٢).
(٥) انظر: "شرح عمدة الأحكام" لابن دقيق (٢/ ٩١).
(٦) عبارة الحافظ ابن حجر في "الفتح" (٢/ ٣٣٢): مضبوط في جميع الروايات بفتح الجيم، ومعناه: الغنى، كما نقله المصنف -يعني: البخاري- عن الحسن، أو الحظ، وحكى الراغب ... إلى آخر كلامه، وانظر: "صحيح البخاري" (١/ ٢٨٩).

الصفحة 62