منهم؛ كما في "الفتح"، ولا يعارضه قوله: فقراء المهاجرين؛ لكون زيد بن ثابت من الأنصار؛ لاحتمال إرادة التغليب (١).
(أتوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، فقالوا: يا رسول اللَّه! قد ذهب) أي: سار، يريدون: ظفر وفاز (أهل الدثور) -بضم الدال المهملة، والمثلثة-؛ جمع دَثْر -بفتح فسكون-: هو المال الكثير (٢)، ووقع عند الخطابي: ذهب أهل الدور من الأموال، وقال: كذا وقع الدور جمع دار، والصواب: الدثور، انتهى (٣).
وقال في "المطالع": الدثور جمع دثر: وهو المال الكثير، يقال: مال دثر، ومالان دثر، وأموال دثر؛ لا يثنى، ولا يجمع، قال: والدثور في غير هذا مصدر دثر الشيء: درس، قال: وجاء في رواية أبي زيد المروزي: أهل الدور، وهو تصحيف، انتهى (٤).
(بالدرجات) متعلق بذهب (العلا) -بضم العين-: جمع العُلْيا، وهي تأنيث الأعلى، ويحتمل أن تكون حسية، والمراد: درجات الجنات، أو معنوية، والمراد: علو القدر عند اللَّه تعالى.
(والنعيم المقيم) وصف بالإقامة؛ إشارة إلى ضده، وهو النعيم العاجل؛ فإنه قل ما يصفو، وإن صفا، فهو بصدد الزوال (٥)، وفي رواية
---------------
(١) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٢٧).
(٢) انظر: "معالم السنن" للخطابي (١/ ٢٥٩).
(٣) انظر: "أعلام الحديث في شرح البخاري" للخطابي (١/ ٥٥٠).
(٤) وانظر: "مشارق الأنوار" للقاضي عياض (١/ ٢٥٣). وانظر: "غريب الحديث" لابن عبيد (٤/ ٤٦٠)، و"النهاية في غريب الحديث" لابن الأثير (٢/ ١٠٠).
(٥) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٢٧).