كتاب كشف اللثام شرح عمدة الأحكام (اسم الجزء: 3)

قال في "الفتح": لم أر في شيء من طرق الحديث كلها التصريح بإحدى عشرة، إلا في حديث ابن عمر عند البزار، وإسناده ضعيف (١)، بل المراد: المجموع لكل فرد فرد (٢).
زاد مسلم: (قال أبو صالح) السمان: (فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) بعد ذلك، (فقالوا) يا رسول اللَّه! (سمع إخواننا أهل الأموال بما فعلنا)؛ أي: من الذكر الذي علمتنا إياه، (ففعلوا مثله)؛ أي: مثل فعلنا؛ بأن صاروا يسبحون، ويحمدون، ويكبرون خلف كل صلاة ثلاثًا وثلاثين مرة، (فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-) لهم في جواب قولهم الذي قالوه: (ذلك فضل اللَّه يؤتيه من يشاء)؛ أي: من عباده.
قال القرطبي: تأول بعضهم قوله: "ذلك فضل اللَّه" بأن قال: الإشارة راجعة إلى الثواب المـ[ـتـ]ـرتب على العمل الذي يحصل به التفضيل عند اللَّه -سبحانه وتعالى-، فكأنه قال: ذلك الثواب الذي أخبرتكم به، لا يستحقه أحد بحسب الذكر، ولا بحسب الصدقة، وإنما هو بفضل اللَّه سبحانه.
قال: وهذا التأويل فيه بعد، ولكن اضطر إليه لما يعارضه (٣).
وتعقب: بأن الجمع بينه وبين ما يعارضه ممكن، من غير احتياج إلى التعسف (٤).
(قال سمي: فحدثت بعض أهلي هذا الحديث) المذكور على الصفة
---------------
(١) تقدم تخريجه.
(٢) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٢٨).
(٣) انظر: "المفهم" للقرطبي (٢/ ٢١٤).
(٤) انظر: "فتح الباري" لابن حجر (٢/ ٣٣١).

الصفحة 96