كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

- صلى الله عليه وسلم -، فقال أبو بكر: أما أنا فأوتر في أول الليل، فقال عمر: أما أنا فأوتر في آخر الليل، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "حذر هذا وقوي هذا" (¬1).
واختار الشافعي في "حرملة" الوتر في آخر الليل وحمل حديث أبي يعفور حيث قال: "انتهى وتره إلى آخر الليل" على أن أمر وتره استقر على التأخير إلى آخر الليل، ويدل عليه خبر ابن عباس في مبيته عند خالته ميمونة وحكايته صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بالليل وقد سبق، ويروى عن جابر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من خاف أن لا يستيقظ آخر الليل فليوتر أول الليل ثم ليرقد، ومن طمع أن يستيقظ من آخر الليل فليوتر من آخر الليل؛ فإن قراءة آخر الليل محضورة وذلك أفضل " (¬2).
ثم من أوتر أولًا ونام ثم قام للتهجد؛ فقد قال بعض أصحابنا: أنه يشفع وتره بركعة ويعيد الوتر في آخر تهجده، ويروى ذلك عن ابن عمر - رضي الله عنه -، وسيأتي الأثر عنه في الكتاب، والظاهر أنه لا يشفع وتره ولا يعيده، وبه قال أبو بكر وابن عباس وعمار بن ياسر وأبو هريرة - رضي الله عنه -.

الأصل
[758] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا ابن أبي فديك، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبي هريرة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ بالنجم فسجد وسجد الناس معه إلا رجلين. قال: أرادا الشهرة (¬3).
¬__________
(¬1) رواه الشافعي في "السنن المأثورة" (181) عن ابن المسيب مرسلًا، ورواه بعضهم عنه عن أبي هريرة.
قال الدارقطني في "العلل" (35) والمرسل الصواب.
(¬2) رواه مسلم (755).
(¬3) "المسند" ص (156).

الصفحة 12