كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

وحديث كثير بن عباس أورده مرسلًا، وقد رواه يونس عن الزهري عن كثير عن أخيه عبد الله بن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم - موصولًا، أخرجه البخاري (¬1) عن أحمد بن صالح عن عنبسة عن يونس عن الزهري.
وحديث أبي مسعود رواه مسلم في "الصحيح" (¬2) عن ابن أبي عمر عن سفيان، والبخاري (¬3) من وجه آخر عن إسماعيل بن أبي خالد، ويروى معناه من حديث عبد الله بن عمر وعائشة والمغيرة بن شعبة وأبي بكرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
واحتج الشافعي بحديث ابن عباس وعائشة على أن في كل ركعة من صلاة الكسوف فيها ركعتان، خلافًا لقول من قال: هي ركعتان كسائر الصلوات.
وقوله: " أن صلاته ركعتين" أي: كانت ركعتين.
وقوله: "ثم خطبهم" يبين أن الخطبة بعد الصلاة، ويشير إلى أنه صلى في جماعة ثم خطبهم بعدما صلى بهم.
وقوله: "لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته" قصد به الرد عليهم، حيث كانوا يقولون في الجاهلية: إن كسوف الشمس والقمر يدل على موت كبيرٍ أو ضررٍ عام؛ وأيضًا فلأن الكسوف اتفق في يوم موت إبراهيم ابن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد قال الناس أن سبب موته الكسوف، فرد عليهم مقالتهم.
وكانت وفاة إبراهيم على ما حكى الواقدي وعن الزبير بكار: يوم الثلاثاء لعشر خلون من ربيع الأول سنة عشر، واحتج بذلك على أنه
¬__________
(¬1) "صحيح البخاري" (1046).
(¬2) "صحيح مسلم" (911/ 23).
(¬3) "صحيح البخاري" (1041).

الصفحة 134