كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

العلم، وفيه أنهم كانوا يعتمدون خبر الواحد.
وقول ابن عباس لأبي هريرة: "أفته" يدل على منزلة أبي هريرة في العلم وتوقير الناس إياه، ثم وافقه ابن عباس على جوابه، وروى الأثر حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد وزاد فيه: فتابعتهما عائشة.
وأثر حفصة قد مرّ عن قريب.
واستدل الشافعي بهذِه الآثار ونحوها على أن الجمع بين الطلقات الثلاث لا يحرم فقال: ما عاب أبو هريرة ولا ابن عباس ولا عبد الله بن عمرو ولا عائشة ولا حفصة الجمع بينها، ولو حرم ذلك لأشبه أن يعيبوه وينكروا عليه، ألا ترى إلى ما روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في رجل طلق امرأته ألفًا، فقال: أما ثلاث فتحرم عليك امرأتك، وبقيتهن عليك وزر اتخذت آيات الله هزوًا (¬1).
فعاب عليه ما لم يجعلها الله إليه.

الأصل
[1298] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا أنس بن عياض، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن زينب ابنة أم سلمة، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان قالت: يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هل لك في أختي ابنة أبي سفيان؟
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "فاعل ماذا قالت تنكحها [قال] (¬2) أختك"؟
قالت: نعم [قال: أو تحبين ذلك؟
قالت (¬3): نعم]. لست [بمخلية] (¬4) لك وأحب من شركني في
¬__________
(¬1) رواه الدارقطني (4/ 13)، والبيهقي (7/ 332).
(¬2) تحرف في "الأصل". والمثبت من "المسند".
(¬3) سقط من "الأصل". والمثبت من "المسند".
(¬4) تحرف في "الأصل". والمثبت من "المسند".

الصفحة 384