كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)
الشرح
قوله: "أمانة" يجوز أن يريد أنهم يؤتمنوا للتقدم والإمامة، ويجوز أن يريد أن توقيرهم ومحبتهم لمكانهم من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمانة ائتمن عليها الناس، ويحتمل أن يريد قوة أمانتهم وكمالها؛ ففي حديث علي رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن أمانة الأمين من قريش تعدل أمانة اثنين من غيرهم.
وقوله: "من بغاها العواثر" أي: طلب عثراتها، يقال: بغاه كذا أي: بغاه له.
وقوله: "أكبّه الله" كذا هو في أكثر "النسخ"، والصواب: كبّه الله، يقال: كبّه لوجهه أي: صرعه فأكب هو على وجهه، وعده أهل اللغة من النوادر، فإن الغالب أن يكون أفعلت غيري وفعلت إياه، هذا على العكس، ثم يحتمل أن يجعل: "كبّه الله" خيرًا، ويحتمل أن يجعل دعاءً، وروى الحديث وكيع عن سفيان الثوري عن ابن خيثم وقال: "كبّه الله" (¬1).
الأصل
[1333] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا عبد العزيز بن محمَّد، عن يزيد ابن الهاد، عن محمَّد بن إبراهيم بن الحارث التيمي أن قتادة بن النعمان وقع بقريش فكأنه نال منهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مهلًا يا قتادة لا تشتم قريشًا، فإنك لعلك ترى منهم رجالًا أو يأتي منهم رجال تحقر عملك مع أعمالهم، وفعلك مع أفعالهم، وتغبطهم إذا رأيتهم، لولا أن تطغى قريش لأخبرتها بالذي لها عند الله" (¬2).
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي شيبة (6/ 402).
(¬2) "المسند" ص (279).
الصفحة 425
499