كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

: "والله يغفر له" وجه يناسبه.
وقوله: "حتى استحالت في يده غربًا" الغرب (¬1): دلو السائبة وهي أكبر من الذنوب، أي: انتقلت في يد عمر رضي الله عنه من الصغر إلى الكبر، وأشار به إلى كثرة الفتوح وقوة الدين في زمانه.
وقوله: "فضرب الناس بعطن" أعطان الإبل: مباركها عند الماء إذا شربت، وقد يقال لغيرها: أعطان، والمعنى أنهم رووا ورويت إبلهم حتى أناخوها واتخذوا لها أعطانًا، ويقال أيضًا: ضربت الإبل بعطن: إذا تركت، وفي بعض الروايات: "فلم ينزع رجل نزعه حتى ولي الناس والحوض يتفجر" (¬2).
والعبقري: الماضي الذي ليس فوقه شيء، ويوصف به كل شيء بلغ النهاية في فنه، وعبقري القوم: سيدهم وكبيرهم وقويهم.
وقوله: "يَفْري فَرْيه" أي: يعمل عمله ويقوى قوته، يقال: تركته يفري الفري: إذا عمل عملًا فأجاد وبالغ، ومنه {شَيْئًا فَرِيًّا} هو (¬3) أي: عظيمًا، وروى بعضه: "يَفْري فَرِيه" أي: يقطع قطعه، ومنه فري الأوداج، والله أعلم بالصواب (¬4).
¬__________
(¬1) وفي "الصحاح" وغيره أن الغرب: الدلو العظيمة.
(¬2) هي في رواية همام عنه، رواها أحمد (2/ 318).
(¬3) مريم: (27).
(¬4) قال النووي في "شرح مسلم": وهما لغتان صحيحتان.

الصفحة 436