كتاب شرح مسند الشافعي (اسم الجزء: 3)

وحديث عمرو بن (¬1) حريث أخرجه مسلم أيضًا في "الصحيح" (¬2) من حديث وكيع وغيره عن مسعر، ورواه عن عمرو بن حريث أيضًا: مولاه أصبغ، ومن روايته أخرجه أبو داود (¬3) السجستاني عن إبراهيم بن موسى عن عيسى عن إسماعيل عن أصبغ، وابن ماجه (¬4) عن محمد بن عبد الله بن نمير عن أبيه عن إسماعيل بن أبي خالد عن أصبغ.
وحديث عبد الله بن السائب أورده مسلم (¬5) أيضًا من حديث ابن جريج، ورواه ابن ماجه (¬6) عن هشام بن عمار عن ابن عيينة عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن السائب وقال: "فلما أتى على ذكر عيسى ... " ولم يبد شكًّا، والشك في رواية الكتاب منسوب إلى محمد بن عباد بن جعفر، كذلك حكاه البخاري في "التاريخ" (¬7).
وفي الحديث الأول والثاني التعبير ببعض السورة عن جميعها على ما فسره الشافعي، وفي الحديث الثالث أن السورة التي تقرأ بعد الفاتحة لا يتعين كونها من المفصل.
وقد يستدل بقوله: "صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح بمكة فاستفتح سورة المؤمنين " على أن سورة المؤمنين مكية وهو الأشهر، ولمن خالف فيه أن يقول: لعل صلاته بهم كان بعد الفتح أو في حجة الوداع.
وفي الخبر إشارة إلى أنه كان على أن يتم السورة، حيث قال: "فحذف فركع" وفيه دليل على أن العبادة المعزوم عليها وقد تترك
¬__________
(¬1) زاد في الأصل: أبي. خطأ.
(¬2) "صحيح مسلم" (456/ 164).
(¬3) "سنن أبي داود" (817).
(¬4) "سنن ابن ماجه" (817).
(¬5) "صحيح مسلم" (455/ 163).
(¬6) "السنن" (820).
(¬7) "التاريخ الكبير" (5/ 152).

الصفحة 9