كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (اسم الجزء: 3)

فإن كانت لهم فئة، أجهز على جريحهم، واتبع مُولِّيهم، وإلا فلا.
منحة السلوك

يمرُقون (¬١) من الدين كما يمرق السهم (¬٢) من الرمية، فأينما لقيتموهم فاقتلوهم، فإن في قتلهم أجرًا لمن قتلهم يوم القيامة" رواه أحمد، ومسلم، والبخاري (¬٣).
قوله: فإن كانت لهم فئة. أي: جماعةٌ، أجهز على جريحهم. يعني: يتم جرحه، واتبع موليهم؛ دفعًا لشرِّهم؛ لئلَّا يلحق المولِّي والجريح بالفئة (¬٤).
قوله: وإلا فلا. أي: وإن لم يكن لهم فئة، لا يجهز على جريحهم، ولا يتبع موليهم (¬٥).
---------------
(¬١) مرق، بمعنى: خرج، ومنه سميت الخوارج مارقة.
لسان العرب ١٠/ ٣٤١ مادة مرق، القاموس المحيط ٤/ ٢٣٢ مادة م ر ق، مختار الصحاح ص ٢٥٨ مادة م ر ق، المصباح المنير ٢/ ٥٦٩ مادة المرق.
(¬٢) السهم: النبل، وهو عود من خشب، يسوى في طرفه نصل، يرمى به عن القوس. القاموس المحيط ٢/ ٤٣٩ مادة س هـ م، المصباح المنير ١/ ٢٩٣ مادة السهم، لسان العرب ١٢/ ٣٠٨ مادة سهم.
(¬٣) أحمد ١/ ٨٨، ومسلم ٢/ ٧٤١ كتاب الزكاة، باب ذكر الخوارج وصفاتهم رقم ١٠٦٤، والبخاري ٣/ ١٢١٩ كتاب الأنبياء، باب قول الله: {وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ} رقم ٣١٦٦.
(¬٤) وذهب المالكية، والشافعية، والحنابلة: إلى أنه لا يجهز على جريحهم، ولا مواليهم، ولا تسبى ذراريهم، ولا تغنم أموالهم، ولا يتبع مدبرهم، ولا يقتل أسيرهم، سواء كانت لهم فئة، أم لا.
بداية المبتدي ٢/ ٤٦٤، شرح فتح القدير ٦/ ١٠٣، الكتاب ٤/ ١٥٥، الهداية ٢/ ٤٦٤، الشرح الكبير للدردير ٤/ ٢٩٩، حاشية الدسوقي ٤/ ٩٩، منح الجليل ٩/ ٢٠٠، المنهاج ٤/ ١٧٤، زاد المحتاج ٤/ ١٧٧، العمدة لابن قدامة ص ١١١، مختصر الخرقي ص ١٢٣، الإفصاح ٢/ ٢٣١.
(¬٥) بداية المبتدي ٢/ ٤٦٤، الاختيار ٤/ ١٥٢، الهداية ٢/ ٤٦٤، المختار ٤/ ١٥٢، الكتاب ٤/ ١٥٥، شرح فتح القدير ٦/ ١٠٣.

الصفحة 458