كتاب المسبوك على منحة السلوك في شرح تحفة الملوك (اسم الجزء: 3)

ولا تُسْبَى ذراريهم، ولا تُغنم أموالهم.
ويجوز القتال بأسلحتهم، وركوب خيلهم عند الحاجة.
منحة السلوك

قوله: ولا تُسبى (¬١) ذراريهم، ولا تغنم أموالهم.
لأنهم معصومون في الدماء والأموال (¬٢)، ولكن تُحبس حتى يتوبوا، فترد عليهم بالإجماع (¬٣).
قوله: ويجوز القتال بأسلحتهم، وركوب خيلهم عند الحاجة (¬٤).
لأن عليًا -رضي الله عنه- قسم سلاحهم بالبصرة من بين أصحابه (¬٥)، وكانت قسمته للحاجة لا للتمليك (¬٦).
---------------
(¬١) السبي: أخذ النساء والصبيان أسرى من العدو.
القاموس المحيط ٢/ ٥١٧، مادة س ب ي، الدر النقي ٣/ ٧٤٢.
(¬٢) الهداية ٢/ ٤٦٥، العناية ٦/ ١٠٤، الكتاب ٤/ ١٥٥، الاختيار ٤/ ١٥٢، سنن الحقائق ٣/ ٢٩٥.
(¬٣) مراتب الإجماع ص ١٣٢، قال في المغني ١٠/ ٦٢: فأما غنيمة أموالهم، وسبي ذريتهم، فلا نعلم في تحريمه بين أهل العلم خلافًا.
(¬٤) الاختيار ٤/ ١٥٢، بداية المبتدي ٢/ ٤٦٥، تبيين الحقائق ٣/ ٢٩٥، الهداية ٢/ ٤٦٥، المختار ٤/ ١٥٢، العناية ٦/ ١٠٤، المحيط الرضوي "مخطوط" لرضي الدين محمد بن محمد السرخسي جـ ٢ لوحة ٢١٤/ أالنسخة الأصلية لدى مكتبة شستربتي بلندن، تحت رقم ٥٠٥٥.
(¬٥) روى ابن أبي شيبة في مصنفه ٧/ ٥٤٤ كتاب الجمل، باب في مسيرة عائشة وعلي، وطلحة والزبير -رضي الله عنهم- رقم ٣٧٨٢٠. قال حدثنا وكيع، عن قطر، عن منذر، عن ابن الحنفية، أن عليًا قسم يوم الجمل في العسكر ما أجافوا عليه، من كراع، وسلاح.
ورواه ابن سعد في الطبقات ٥/ ٩١ في ترجمة محمد بن الحنفية، أخبرنا الفضل بن دكين، حدثنا قطر بن خليفة، عن منذر الثوري قال: سمعت محمد بن الحنفية وذكر يوم الجمل قال: لما هزموا قال علي: لا تجهزوا على جريح، ولا تتبعوا مدبرًا، وقسم فيهم بينهم ما قوتل به من سلاح، وكراع، وأخذنا ما جلبوا به علينا من كراع، أو سلاح.
(¬٦) الهداية ٢/ ٤٦٥، شرح فتح القدير ٦/ ١٠٥، تبيين الحقائق ٣/ ٢٩٥.

الصفحة 459